“العربي الجديد”: الخلافات بين طهران وواشنطن حول العقوبات لا تزال عميقة

مجموعة "1+4" التي أجرت مفاوضات مكثفة مع الجانبين الإيراني والأميركي لم تنجح بعد في تقريب وجهات نظر الطرفين للوصول إلى حلول وسط.

ميدل ايست نيوز: كشفت مصادر مواكبة لمفاوضات الملف النووي الإيراني التي عقدت جولتها الثانية في فيينا، لـ”العربي الجديد”، اليوم الجمعة، تفاصيل المحادثات وطبيعة الخلافات التي لا تزال قائمة وعميقة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة ثانية، باعتبارهما الطرفين الرئيسيين للأزمة الراهنة.

وبحسب هذه المصادر التي تحدثت مع “العربي الجديد” مشترطة عدم ذكر هويتها، فإن مجموعة “1+4” التي أجرت مفاوضات مكثفة مع الجانبين الإيراني والأميركي على حد سواء، خلال الأيام الأخيرة، سواء على مستوى الخبراء أو رؤساء الوفود المشاركة، لم تنجح بعد في تقريب وجهات نظر الطرفين للوصول إلى حلول وسط.

وأضافت المصادر أن مباحثات فيينا الجمعة لم تسجل اختراقا كبيرا، وما زالت وجهات نظر الطرفين الأميركي والإيراني متباعدة. غير أنها كشفت، في الوقت ذاته، عن أن واشنطن أبدت مبدئيا مرونة في رفع العقوبات التي لا تتناغم مع الاتفاق النووي، لكن في قضية تسمية هذه العقوبات التي يجب أن ترفع لا بزال هناك خلاف عميق بين الطرفين الإيراني والأميركي، حيث لا ترى واشنطن أن بعض العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران، تحت مسميات مثل مكافحة الإرهاب، يتعارض مع الاتفاق النووي، بينما تؤكد طهران على ضرورة رفع 1600 عقوبة فرضت عليها مرة واحدة.

وأكدت المصادر أنه “لا يوجد حديث حول العمل خطوة بخطوة، لكن ما يجري تناوله عمليا من دون تسميته ليس بعيدا عن هذه الخطة”، مشيرة إلى أن “إيران لا تزال تتمسك بموقفها حول ضرورة رفع جميع العقوبات مرة واحدة، والعودة إلى تعهداتها بعد ذلك، وبعد التحقق”.

وأوضحت أن مجموعة “1+4” بذلت جهودا كبيرة خلال المباحثات على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، وخاصة اليوم الجمعة، لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الأميركي والإيراني خلال عدة لقاءات أجرتها مع الجانبين.

وبحسب هذه المصادر المواكبة لمفاوضات فيينا لـ”العربي الجديد”، طرحت هذه الأطراف خططا عدة على الجانبين، منها البدء بخطوات صغيرة كبادرة لحسن النوايا، بحيث ترفع واشنطن عقوبات مقابل عودة إيران إلى التزامات نووية، على أن تستكمل بخطوات أخرى أكثر أهمية، لكن الجانب الإيراني ما زال مصرّا على رفع جميع العقوبات، ويرفض وقف تخصيب اليورانيوم في إطار حل مرحلي.

واللافت، وفق المصادر، أن الجانبين الروسي والصيني يسعيان إلى إقناع الجانب الإيراني بحل وسط لرفع العقوبات، نظرا لصعوبة رفعها بالكامل ومرة واحدة، لافتة جميع الأطراف إلى أنها تأمل من خلال إطالة أمد المفاوضات وعقد لقاء آخر الأربعاء المقبل على مستوى مساعدي وزراء الخارجية، وقبله عقد مباحثات فنية على مستوى الخبراء، في إيجاد حلول مرضية للجانبين الإيراني والأميركي، لكن لا ضمانات للوصول إلى هذه الحلول.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عقب انتهاء الاجتماع إن بلاده اقترحت “مسارا منطقيا” للامتثال الكامل للاتفاق النووي، معتبرا أن العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق تعسفية ويجب رفعها.

ولفت ظريف في تغريدة عبر صفحته الخاصة على “تويتر” اليوم الجمعة، إلى أنه يجب أن تعود الولايات المتحدة، التي تسببت في هذه الأزمة، إلى الامتثال الكامل أولا، ثم سترد إيران بالمثل بعد التحقق السريع.

وأضاف ظريف أن جميع العقوبات التي فرضها دونالد ترامب ضد خطة العمل الشاملة المشتركة تعسفية ولا بد من رفعها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى