قضايا خلافية تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن النووي الإيراني

اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن إيران "تعزز برنامجها النووي بوتيرة متسارعة، ما يدفع إلى تحليل مدى إمكانية إعادتها للاتفاق النووي بأسرع وقت".

ميدل ايست نيوز: أعلن الاتحاد الأوروبي أن الجولة السادسة من مفاوضات فيينا الخاصة بالملف النووي الإيراني ستتواصل بشكل مكثف بغية حل القضايا الخلافية، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها لا تتوقع التوصل الى اتفاق خلال هذه الجولة.

كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي التقى المندوب الروسي ميخاييل أوليانوف على هامش مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وقال إن اللقاء الذي جمع وفدي البلدين بحث القضايا العالقة وتفاصيلَ المرحلة المقبلة.

وكان المندوب الروسي قد قال إن تقدما قد تحقق في المفاوضات النووية لكنه جاء أقل من المتوقع، بينما قال عراقجي إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق خلال هذه الجولة، معتبرا أن هناك حاجة إلى الكثير من المناقشات والمشاورات السياسية والفنية والقانونية في المحادثات.

وشدد المسؤول الإيراني على أن بلاده عازمة على مواصلة المحادثات مهما تطلبت من وقت، وقال إن على الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي أن تطمئن إيران بأن ما حدث في الماضي -مثل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق- لن يتكرر في المستقبل.

وقد قرر مساعدو وزراء خارجية الدول المعنية بالاتفاق النووي الإيراني البقاءَ في فيينا؛ استعدادا لأي اجتماع جديد.

تقدم ملموس

في غضون ذلك، أوردت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية، نقلا عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين، أنّ المحادثات غير المباشرة في فيينا بخصوص الملف النووي الإيراني حققت تقدما، لكن تبقى مسألة الوصول إلى اتفاق نهائي بعيدة المنال.

وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبقى غير متأكدة مما إذا كانت أقرب إلى الوصول إلى اتفاق نهائي، مما كان عليه الوضع في بداية المحادثات.

كما نقلت عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين لم تكشف عن هوياتهم أن المحادثات تحرز تقدما في كل ملف وأثناء كل اجتماع، وأضاف المسؤولون أنها مسألة أسابيع حتى تُحل كل الخلافات العالقة المتبقية.

واستدرك المسؤولون أن التقدم حتى لو بلغت نسبته 80% يبقى غير مهم ما لم يتم تجاوز الريبة بين الطرفين، وما لم تُتخذ قرارات سياسية تكرس نتائجَ المفاوضات.

وأوضح مسؤول أوروبي للصحيفة أن الأطراف متفائلة بأن الوصول إلى اتفاق ممكن فنيًا، لكن هذا نصف الحل، كما قال، أما النصف الآخر فسياسي بحت.

بلينكن يطالب بالنظر العاجل

من جهته اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن إيران “تعزز برنامجها النووي بوتيرة متسارعة، ما يدفع إلى تحليل مدى إمكانية إعادتها للاتفاق النووي بأسرع وقت”.

وقال بلينكن، في مقابلة مع قناة “CBS” الأمريكية، الأحد: “تحركت إيران، منذ خروجنا من الصفقة النووية وبدئها تجاهل القيود المفروضة عليها من قبل الاتفاق، بشكل أسرع وخصبت مزيدا من المواد”.

وأضاف: “يجري هذا التخصيب على مستويات ودرجات أعلى مما يسمح بها بموجب الاتفاق. في حال استمرار هذا الأمر لاحقا وفي حال مواصلتهم الركض للأمام… فإنهم سيمتلكون معرفة سيكون من الصعب الرجعة فيها”.

وتابع: “هذا الأمر يدفع إلى النظر بشكل عاجل في ما إذا يمكننا إعادة الملف النووي إلى الدرج الذي وضع فيه الاتفاق النووي والذي خرجت منه إيران للأسف بعد انسحابنا من الصفقة”.

عقوبات إيران

على صعيد آخر، قال كبير المفاوضين الإيرانيين إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات وحشية وغير قانونية على جميع الإيرانيين في أنحاء العالم خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأضاف، في تغريدة على تويتر، أن الإدارة الأميركية الحالية ومنذ توليها السلطة تواصل فرض العقوبات على الإيرانيين، وتعتبر شريكة في هذه الجريمة، مؤكدا أنه لا يجوز أن يبقى الإيرانيون يوما واحدا تحت العقوبات.

من جهته، طالب المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا وانغ تشيون، الولايات المتحدة بالتوقف عن التردد، والتحرك الحاسم نحو رفع العقوبات بشكل كامل وشامل عن إيران.

وكانت الولايات المتحدة قالت الخميس الماضي إنها رفعت العقوبات المفروضة عن 3 مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتين كانتا تتاجران في السابق في البتروكيميائيات الإيرانية، وهي خطوة وصفها مسؤول أميركي بأنها روتينية، لكنها ربما تظهر استعداد واشنطن لتخفيف العقوبات عندما يكون هناك ما يبرر ذلك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرةروسيا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى