بلومبرغ: بكين لاعب أساسي لإنجاح أو إفشال الاتفاق النووي الإيراني

الصين طورت بمساعدة حليفتها روسيا، خطة استراتيجية في السنوات المقبلة تستند إلى دبلوماسية أكثر حزماً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ميدل ايست نيوز: قالت وكالة بلومبرغ، إن الصين تسعى إلى إقامة صلة بين حظر انتشار الأسلحة النووية واتفاق “أوكوس” للغواصات النووية، الذي أُبرم سبتمبر الماضي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما قد يضيف عقبة أخرى أمام محادثات فيينا المضطربة أساساً والتي ستُستأنف الاثنين.

وأضافت الوكالة الجمعة، أن بكين “قد تكون عنصراً أساسياً لنجاح أو فشل محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية الموقع العام 2015، والتي ستُستأنف بعد يومين”، على الرغم من انتقادها واشنطن بسبب “سياسة الكيل بمكيالين”.

من جانبه، قال مبعوث الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانج كون، في مذكرة اطلعت “بلومبرغ” عليها: “لماذا تمنع واشنطن وبريطانيا إيران من تخصيب عنصر اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.7%، بينما من ناحية أخرى تسعيان لنقل أطنان من المواد عالية التخصيب بنسبة 90% إلى شركة أوكوس؟ هذا مثال على الكيل بمكيالين”.

وأضاف: “اتفاق أوكوس يشكل مخاطر جسيمة لانتشار الأسلحة النووية، إذ يمكن أن يدفع مزيد من الدول للتحول إلى البرنامج النووي”، لافتاً إلى أن إدراج الصين مخاوفها في اجتماع الوكالة هذا الأسبوع “يجب أن يكون بداية لعملية دولية جديدة للتدقيق في اتفاق أوكوس”.

“تعكير” محادثات فيينا

نادية حلمي، المحللة الأمنية التي تتعقب أنشطة بكين في الشرق الأوسط، قالت لـ”بلومبرغ”، إن “الصين طورت بمساعدة حليفتها روسيا، خطة استراتيجية في السنوات المقبلة تستند إلى دبلوماسية أكثر حزماً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وتابعت: “سواء نجحت مناورة الصين في التلاعب بصفقة أوكوس، والتي بموجبها يمكن أن تظل الغواصات الأسترالية على بعد عقود، فإن تحرك الوكالة هذا الأسبوع يخاطر بتعكير صفو محادثات إيران”.

ويترقب الجميع استئناف المفاوضات في فيينا بعد تعليقها منذ يونيو الماضي، بين إيران والقوى الكبرى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015، في محاولة لإنقاذه.

وأعلن مدير الوكالة رفائيل جروسي الأربعاء في اليوم الأول من اجتماعات مجلس محافظي الوكالة إثر عودته من طهران، أن “المحادثات كانت بنّاءة لكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق رغم كلّ جهودي”.

طهران وبكين

مع ثاني أكبر احتياطي للغاز والنفط في العالم، تعمل إيران على تعزيز تكاملها مع بكين للمساعدة في استبدال التجارة الخاضعة للعقوبات مع الاقتصادات الغربية، إذ انضمت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وهو تحالف أمني اقتصادي تقوده الصين وروسيا عبر آسيا الوسطى، كما أبرمت إيران والصين اتفاقاً تجارياً مدته 25 عاماً، يحتمل أن تبلغ قيمته مليارات الدولارات.

وفي إطار ربط الجولة السابعة من محادثات فيينا باتفاق أوكوس، تعتمد بكين على جزء قليل من القانون النووي الدولي، والذي سُنّ خلال ذروة الحرب الباردة، والذي يسمح للدول بإعفاء اليورانيوم المخصب من عمليات التفتيش الدولية.

ومن خلال السماح لأستراليا بالحصول على اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لتزويد غواصاتها بالوقود، من المحتمل أن تفتح المملكة المتحدة والولايات المتحدة الباب أمام دول أخرى لفعل الشيء ذاته، ما يضعف نظام المراقبة العالمي.

ولفتت الوكالة إلى أن إيران تتعرض للتهديد بالرقابة على منشأتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنها غير قادرة على تفسير مصدر جزيئات اليورانيوم التي تعود لعقود من الزمن والتي تم اكتشافها في منشآت غير معلنة.

وفي اتفاق أوكوس، سيتعين نقل أكثر من طن من الوقود المستخدم في تصنيع القنابل إلى الغواصات الأسترالية، والتي سيستغرق بناؤها وتشغيلها سنوات أو حتى عقود.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى