مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني تدخل مرحلة حاسمة

على وقع حالة الشد والجذب المتواصلة في مفاوضات فيينا، يبدو أن الجانبين الإيراني والأميركي أصبحا أقرب للعودة للاتفاق النووي.

ميدل ايست نيوز: على وقع حالة الشد والجذب المتواصلة في مفاوضات فيينا، يبدو أن الجانبين الإيراني والأميركي أصبحا أقرب للعودة للاتفاق النووي، وذلك بعد التقدّم الذي أُحرز مطلع العام الجاري، وأخرج الملف من طريق مسدود كاد يقضي عليه نهائيا.

وحسب تقرير لموقع “الجزيرة نت” في حين أعلنت الخارجية الأميركية أن مفاوضات فيينا النووية بلغت مرحلة بات فيها إبرام الاتفاق ملحا، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق في فترة زمنية قصيرة وبشكل سريع.

هدنة هشة

ولأول مرة، يبدو الاتفاق على كيفية عودة كل من واشنطن وطهران إلى تنفيذ “خطة العمل الشاملة المشتركة” (الاتفاق النووي الموقع عام 2015) في متناول اليد، إلا أن بعض المراقبين في إيران يرون ما يتم التفاوض عليه في العاصمة السويسرية أشبه بالهدنة بين الطرفين، وليس اتفاقا.

في السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الملف النووي الإيراني، محسن جليلوند، أنه لا يمكن الحديث عن اتفاق على ضوء التقارير التي تتحدث عن غموض بنوده وتنفيذه لفترة قصيرة، مؤكدا أن مفاوضات فيينا أثبتت خفض الجانبين حدة إطلاق النار تجاه الآخر.

وأضاف أن التزام كل من طهران وواشنطن بتنفيذ تعهداتهما من شأنه التمهيد للانتقال من الهدنة الهشة إلى اتفاق طويل المدى، مؤكدا أنه لا يستبعد التوصل إلى اتفاق خلال الفترة المقبلة في ضوء الخطوات الإيجابية التي تتخذها كل من إيران والولايات المتحدة لتذليل العقبات.

سياسات إستراتيجية

وأردف جليلوند أن المفاوضات تمضي إلى الأمام في فيينا، وفق السياسات الإستراتيجية في إيران والولايات المتحدة، وأن الرئيسين رئيسي وبايدن ليسا سوى من ينفذ هذه السياسات، وبالتالي فإن حدوث خرق في وتيرة المفاوضات بحاجة إلى قرارات إستراتيجية من المؤسسات السياسية في طهران وواشنطن.

ويرى جليلوند أن المفاوضات المباشرة قد أدرجت على جدول أعمال الطرفين، وأن احتمالات عقدها مستقبلا مرتفعة جدا، لا سيما في حال الاتفاق على فترة شهرين تمهيدا لاتخاذ قرار نهائي بشأن الاتفاق على المدى الطويل.

ورغم تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي -في وقت سابق- بسماح التعامل والحوار مع العدو عند الحاجة للخروج من المأزق وحلحلة الأمور، فإن بعض الأوساط السياسية المحسوبة على المعسكر المحافظ كانت قد انتقدت بشدة تصريحات وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، بشأن إمكانية عقد مفاوضات مباشرة مع الطرف الأميركي.

وعلى ضوء التقارير غير الرسمية في الإعلام الإيراني والدولي عن عقد لقاء إيراني أميركي في ألمانيا، تشكلت دفعة نوعية في مفاوضات فيينا، إذ أضحت جميع الأطراف المعنية بالاتفاق النووي تتحدث عن أسابيع حاسمة، في حين توقع الجانب الإيراني التوصل إلى اتفاق قبيل رأس السنة الإيرانية المصادف يوم 21 مارس/آذار المقبل.

لقاء أمني

من ناحيته، نفى الأكاديمي والباحث السياسي الإيراني، عماد آبشناس، أن تكون بلاده قد تفاوضت مع الجانب الأميركي على برنامجها النووي في ألمانيا، لكنه لا يستبعد عقد لقاء بين جهات أمنية من إيران والولايات المتحدة للتباحث بشأن بعض القضايا الأمنية، منها تبادل السجناء.

وعبر الباحث آبشناس عن أمله بأن يتم الإعلان عن الاتفاق خلال الجولة الراهنة من المفاوضات النووية في فيينا في حال التفاهم بين واشنطن والجانب الأوروبي بشأن تقديم مقترح مقنع لتلبية المطالب الإيرانية.

مدة الاتفاق

وبشأن المقترح الروسي حول مدة الاتفاق المزمع، قال الأكاديمي إن إيران لا تتفاوض إلا على إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بحذافيره، ولن تقبل بتقليص مدته ولا زيادتها، موضّحا أن الحديث عن التفاوض على فترة زمنية يتعلق بالمدة المطلوبة للتحقق من تنفيذ أميركا تعهداتها في الاتفاق لإخراج اليورانيوم المخصب وأجهزة الطرد المركزي المتطورة من إيران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى