“من جدة إلى طهران”.. ماذا حملت زيارة الكاظمي المكوكية للسعودية وإيران؟

وصل الكاظمي إلى طهران الأحد 26 يونيو الجاري، وذلك بعد يوم من زيارته إلى السعودية في محاولة لحلحلة الجمود الذي تشهده المحادثات بين الرياض وطهران.

ميدل ايست نيوز: تواصل الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي مساعيها للتقريب بين السعودية وإيران، حيث استضافت بغداد، منذ أبريل 2021، خمس جولات من التفاوض بين البلدين بهدف إعادة العلاقات المتأزمة منذ عام 2016.

وحسب تقرير لموقع “الخليج أونلاين” في تطور جديد بهذا الشأن وصل الكاظمي إلى طهران الأحد 26 يونيو الجاري، وذلك بعد يوم من زيارته إلى السعودية في محاولة لحلحلة الجمود الذي تشهده المحادثات بين الرياض وطهران.

وكانت “ميدل ايست نيوز” أول موقع إخباري كشف عن موعد زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران.

زيارة السعودية

وبعد وصوله إلى مدينة جدة السعودية مساء السبت الماضي، عقد الكاظمي جلسة مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجالات التعاون المشترك.

وأشارت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في 25 يونيو الجاري، إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول عدد من المسائل، بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، على “الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البنّاءة إلى الأمام”، في مؤشر على وجود وساطة عراقية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.

وحضر جلسة المباحثات السعودية العراقية رئيس الاستخبارات السعودي خالد بن علي الحميدان، الذي سبق أن قاد مفاوضات بلاده مع الجانب الإيراني في بغداد.

وأشارت التقارير الصحافية إلى أن زيارة الكاظمي للمملكة شهدت مناقشة ملفات عديدة من بينها إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

اجتماعات طهران

وفور مغادرته للسعودية توجه الكاظمي إلى طهران، في دلالة واضحة على الهدف الرئيس من هذه الجولة المكوكية السريعة.

وأشاد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الكاظمي، بعلاقات بلاده مع العراق، ووصفها بأنها “علاقات ليست عادية أو تقليدية، بل علاقات عميقة جداً”.

وأضاف أن “إيران والعراق عازمان على تعزيز الأواصر بين دول المنطقة، ونعتقد أن الحوار بين قادة الدول الإقليمية من شأنه أن يحل المشاكل الراهنة، مع تأكيدنا على أن التدخل الأجنبي لا يحل مشاكلنا، بل يزيد الأمور تعقيداً”.

ورحب رئيسي بانطلاق حوار بين دول المنطقة لتسوية مشاكلها، مؤكداً ضرورة استمرار الهدنة في اليمن، وبدء حوار يمني يمني لإنهاء الأزمة، وهو ما أكده الكاظمي أيضاً.

وأشار الكاظمي إلى أنه بحث مع الرئيس الإيراني القضايا المصيرية التي تواجهها شعوب المنطقة، وقال إن البلدين اتفقا على “دعم وقف إطلاق النار في اليمن، وضرورة الحوار لإنهاء حرب سببت معاناة كبيرة لشعب هذا البلد”.

من جانبه أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، دعم بلاده لإعادة فتح السفارات في طهران والرياض.

حرب اليمن

ويبدو أن حرب اليمن كانت حاضرة ضمن أجندة الكاظمي في جولته الإقليمية، وفق ما أكدته العديد من المصادر السياسية المطّلعة.

وكشفت صحيفة “إيلاف” السعودية، في 26 يونيو الجاري، عن اتفاق تم بمبادرة عراقية ودعم سعودي وإيراني على دعم الهدنة ووقف الحرب في اليمن والدخول في حوار يمني يمني، وأعلن الكاظمي اتفاقه مع رئيسي على التهدئة في المنطقة وتذليل تحديات الأمن الغذائي فيها.

ونقلت “إيلاف” عن مصدر مرافق للكاظمي في جولته الأخيرة إلى السعودية وإيران ومحادثاته مع قادة البلدين، بقبول الرياض وطهران بمبادرة عراقية لدعم مشترك للهدنة في اليمن، ووقف الحرب، والدخول في حوار يمني يمني لتسوية جميع الأوضاع، وإنهاء سنوات من الحرب الدامية.

وتعهد الكاظمي لطهران بتعزيز العلاقات الاقتصادية وجدولة ودعم برنامج الزيارة الأربعينية، واستقبال الزائرين بكل حفاوة، وعن قضية اليمن اتفق الجانبان على دعم الهدنة في اليمن، وتدشين حوار جاد ينهي هذه الحرب التي تضرر منها الجميع.

أهداف عديدة

ويقول المحلل السياسي جبار المشهداني: إن “الكاظمي شخصياً وليس العراق هو أحد البوابات الخلفية لتبادل وإيصال الرسائل وأجوبتها بين الدول التي تتخذ من العراق ساحة لمعاركها”.

ويضيف أن تلك المكانة التي يمتلكها الكاظمي أصبحت بحكم عمله رئيساً لجهاز المخابرات العراقية، وتنميته لعلاقات شخصية مع العديد من قادة المنطقة، التي تعمقت أكبر بعد تسنمه لمنصب رئيس الحكومة العراقية.

ولا يستبعد المشهداني أن تكون هذه الزيارات والمبادرات هي من مقترحات الكاظمي نفسه لتحقيق أكثر من هدف في نفس الوقت.

ويبين أن الكاظمي كوسيط مقبول إقليمياً، وأن هذا الأمر يشجع الطبقة السياسية الحالية على التمسك به لولاية ثانية، لا سيما أن الإطار التنسيقي الشيعي يدرك أهمية تأييد الفيتو الأمريكي والخليجي لأي مرشح يقدمه لتشكيل الحكومة القادمة.

ويشير المشهداني إلى أن نضوج مقدمات وقف حرب اليمن، والحاجة الى (وسيط) محايد لم يكن طرفاً في الصراع، ربما كان سبباً في شعور الكاظمي بضرورة القيام بمثل هذه المبادرة وفي هذا التوقيت تحديداً.

ويتابع: “لا يمكننا الحديث عن النتائج الآن؛ فهذا مبكر جداً، ولكن يمكن القول إن جميع الأطراف تحتاج إلى مهارات الكاظمي المتمثلة في قدرته على تقريب وجهات النظر، والتأكيد على المشتركات”.

وينهي المشهداني حديثه بالقول: إن “المصالحة السعودية الإيرانية لن تتحقق بسهولة بين البلدين المتنافسين على زعامة المنطقة، ولكن قد يخفف من طموحهما وساطة الكاظمي”.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى