بعد قمة الرياض.. هل تتأثر العلاقات الصينية الإيرانية؟

أبدت إيران انزعاجاً كبيراً من البيان الختامي للقمة الخليجية الصينية التي عقدت في السعودية (الجمعة 7 ديسمبر) والتي حضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ميدل ايست نيوز: رغم قوة العلاقات الإيرانية الصينية ومتانتها، فإنها شهدت بالفترة الأخيرة بعض الخلافات التي ظهرت للعلن، وتطورت إلى استدعاء طهران للسفير الصيني لديها، بعد مشاركة بكين في قمة مع دول الخليج، وتأييدها لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران.

وأبدت إيران انزعاجاً كبيراً من البيان الختامي للقمة الخليجية الصينية التي عقدت في السعودية (الجمعة 7 ديسمبر) والتي حضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

خطوة دبلوماسية

أستاذ تاريخ إيران والشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، محجوب زويري، يرى أن استدعاء الخارجية الإيرانية للسفير الصيني يعد خطوة دبلوماسية من أجل إظهار الموقف والتعبير عن الاحتجاج، وفيها رسالة، ولكن طهران وبكين حريصان على عدم تفاقم أي أزمة سياسية.

ويقول زويري، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “استدعاء السفير الصيني لدى إيران لا يعني وجود أزمة سياسية، ولكن هي مطالبة بشرح موقف، وتبين أن كلا البلدين حريصان على عدم تفاقم أي أزمة بينهما، ومحاولة محاصرتها قبل تطورها”.

ويبين زويري أنه ربما يكون هناك اتفاق غير مكتوب بين إيران والصين، ينص على محاولة تجنيب العلاقات بينهما أي تصعيد سياسي.

ويوضح أنه بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية، زار نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هو تشون هوا، إيران وأكد لقيادتها حرص بلاده على تعزيز العلاقات معها، وضرورة إبعادها عن أي خلافات قد تظهر.

ويشير إلى أن إيران تحرص على علاقات سياسية متميزة مع الصين، خاصة في ظل العزلة المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتأخر للعودة للاتفاق النووي.

وخلال زيارة تشون هوا إلى إيران (الثلاثاء 13 ديسمبر) وعقده لقاء مع رئيسها إبراهيم رئيسي، أكد أن الصين تنظر إلى علاقاتها مع إيران من منظور استراتيجي.

وقال تشون هوا: “لن تتوانى الصين عن تصميمها على تطوير شراكتها الاستراتيجية مع إيران التي تدعمها بقوة في معارضة التدخل الخارجي وحماية سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية”.

أربع رسائل لطهران في بيان القمة الصينية السعودية

احتجاج عابر

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، يرى أن استدعاء إيران للسفير الصيني لديها، يعد إجراءً عابراً، لتأكيد موقفها المتشدد من قضية الجزر التي تعتبرها إيرانية وليست موضوعاً للخلاف أو للمفاوضات.

ولا يعتقد نافعة، أن التقارب الصيني الخليجي سيؤدي لتباعد بين الصين وإيران، حيث إن بكين شديدة الحرص على إقامة علاقات قوية مع دول العالم كافة، وخاصة الدول التي يمكن أن يكون لها دور مهم في إنجاح رؤيتها ومشروعها العملاق “الحزام والطريق”.

ويقول: “دول الخليج كلها، ومن ضمنها إيران، مهمة بل وحيوية لإنجاح رؤية الصين، خاصة أنه من المعروف أن بكين تحاول في علاقاتها الخارجية اعتماد الاقتصاد أساساً لرسم هذه العلاقات وتنحية الخلافات السياسية جانباً”.

ويلفت إلى أن لدول مجلس التعاون الخليجي وإيران مصلحة في تنمية علاقاتها الاقتصادية مع الصين بصرف النظر عن الخلافات السياسية القائمة بين عواصم عربية وطهران.

من الصحافة الإيرانية: إيران والصين.. الخلل في السياسة الخارجية الأحادية

علاقات متينة

الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الإيرانية، أحمد شمس الدين، يستبعد أن تزداد الخلافات الإيرانية الصينية بسبب الموقف الأخير الذي ظهر بعد القمة الخليجية الصينية حول الجزر الثلاث.

ويقول شمس الدين: “إيران تحتاج للصين في كل شيء، حيث إنها أكبر مصدر للواردات الإيرانية من العالم، وأغلب السلع الاستهلاكية وقطع الغيار لإيران”.

ويضيف: “أيضاً الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، ومن ثم أهم مورد للعملات الأجنبية لإيران، حيث لا توجد دولة تستطيع تحدي العقوبات الأمريكية على إيران، ولكن بكين تشتري نفطها بكميات كبيرة من طهران”.

ويبين أن الصين أول وأهم شريك تجاري لإيران، حيث تقدر التجارة بينهما بمليارات الدولارات سنوياً، سواء تجارة نفطية وسلعية.

وأوضح أن الصين تعد “منقذ إيران وبوابتها على العالم، خاصة منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران في عام 2018”.

ويشير إلى أن الصين وإيران بينهما تعاون استراتيجي اقتصادي وسياسي كبير؛ “لذلك ستتراجع طهران في حدة خطابها مع الصين تدريجياً لعدم وجود بدائل أمامها”.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخليج أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى