ما أسباب تخلف صناعة الكهرباء في إيران؟

أدى عدم دخول رأس المال الأجنبي بسبب العقوبات ورأس المال المحلي بسبب عدم الكفاءة الاقتصادية إلى تخلف صناعة الكهرباء في إيران.

ميدل ايست نيوز: أوقفت الحكومة الإيرانية بعد أوامر مباشرة من مسعود بزشكيان استخدام المازوت في محطات توليد الكهرباء لكنها في المقابل أنذرت بقطع التيار الكهربائي عن جميع القطاعات في البلاد. إلا أن السؤال هنا هو إلى أي مدى وإلى متى تستطيع الحكومة الاستمرار في هذه السياسة؟ وهل سيتحمل المجتمع انقطاع التيار الكهربائي على حساب حماية رئتيه من التلوث؟ لا سيما وأن العجز في الكهرباء والغاز يتزايد عام وراء عام، إذ لم تقم حكومة رئيسي بالاستثمارات اللازمة في هذا المجال.

وخلال حديث لصحيفة انتخاب، يقول حامد فرنام، الخبير في اقتصاد الطاقة، حول عجز الكهرباء والغاز في شتاء 2024: ما نواجهه في مسألة العجز هو انقطاع الكهرباء والغاز في وقت واحد. ولأن محطات توليد الكهرباء تعمل بالغاز، فإن نقص الغاز بالتأكيد يزيد من نقص الكهرباء. ولأننا لم نستثمر ما يكفي في حقل الغاز في السنوات الأخيرة، فقد واجه إنتاجنا من الغاز العديد من المشاكل. إذ تضطر محطات توليد الكهرباء لدينا إلى استخدام المازوت خلال فترات نقص الغاز، والآن مع منع استخدام هذا الوقود الملوث للهواء، ستعاني الكهرباء من المزيد من العجز، خاصة وأننا لم نتمكن من تنفيذ الكثير من المشاريع في محطات الطاقة المتجددة.

وحول أسباب قلة الاستثمار في مجال الكهرباء، أوضح: تسببت الأسعار غير الواقعية للكهرباء في إيران في قلة الاستثمار في هذا المجال. فعندما لا نحدد سعر الكهرباء بشكل صحيح، فإن الاستثمار في ذلك القطاع لن يكون مربحاً ولا يحصل عائد على الاستثمار. كما أدى عدم دخول رأس المال الأجنبي بسبب العقوبات ورأس المال المحلي بسبب عدم الكفاءة الاقتصادية إلى تخلف صناعة الكهرباء.

وعن إجراءات الحكومة في وقف استخدام المازوت في محطات توليد الكهرباء، بيّن الخبير في اقتصاد الطاقة: من غير المنطقي تنفيذ سياسة ما بسرعة خاطفة، إلى حد ما يمكننا قطع الكهرباء. فإذا توقفت محطات توليد الكهرباء عن إنتاجها، فإن قدرتها على الاستمرار ضئيلة جدا. إيقاف استخدام المازوت بشكل كامل ليس حقيقيا. لا يمكن متابعة هذا المسار بإصدار الأوامر. يجب أن تكون هذه الأوامر قابلة للتنفيذ. ربما ينخفض ​​استهلاك المازوت بعض الشيء في محطات توليد الكهرباء، لكن لا يمكن إيقافه بشكل كامل مرة واحدة. يجب إنشاء منفذ لإمداد محطات توليد الكهرباء بالغاز وقطع المازوت عبر مراحل.

وقال فرنام عن تفاقم أزمة نقص الغاز في البلاد: إذا قمنا بتنفيذ جميع أساليب الترشيد واستثمرنا 50 مليار دولار في صناعة الغاز، فيمكننا القضاء على العجز في فترة وجيزة، لكننا سنظل نواجه العجز في السنوات المقبلة. إن إحصاءات العجز أكبر بكثير من الأرقام التي تعلنها الحكومة. اتجاه نمو العجز في الغاز مرتفع للغاية بسبب اتجاه نمو السكان.

وفي معرض الإشارة إلى الاستهلاك غير المنتج للغاز، أوضح الخبير الإيراني: عندما يتم إنتاج الغاز، يتم استهلاكه في القطاع المنزلي. في السنوات الأخيرة، كل ما تم استثماره وإنتاجه في قطاع إنتاج الغاز، فقد تم استهلاكه فقط في القطاع غير الإنتاجي. عندما يحدث هذا، سنقع في دائرة غير متوازنة. إن إنتاجنا من الغاز لا يوجه نحو الصناعة ومحطات توليد الكهرباء وإلى إنتاج المزيد من القيمة المضافة. بل كانت جميع الاستثمارات موجهة للاستهلاك العشوائي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى