هل يتم «توحيد» البيشمركة مع ضغوط «حل» الفصائل؟

جاء تهديد الولايات المتحدة، لحكومة إقليم كردستان العراق، بقطع التمويل عن قوات البيشمركة لصبغتها الحزبية وعدم توحدها، متزامنا مع “الرغبة الأمريكية” بحل الفصائل المسلحة في العراق.

ميدل ايست نيوز: جاء تهديد الولايات المتحدة، لحكومة إقليم كردستان العراق، بقطع التمويل عن قوات البيشمركة لصبغتها الحزبية وعدم توحدها، متزامنا مع “الرغبة الأمريكية” بحل الفصائل المسلحة في العراق، كما رأى مراقبون، لكن قياديين في الحزبين الكرديين (الاتحاد والديمقراطي)، نفيا تشابه الأمر بالفصائل المسلحة “الشيعية”، وأكدا أن البيشمركة “قوة دستورية”، لكنهما تبادلا الاتهامات بينهما في ما يخص عرقلة توحيد هذه القوات.

ويقول مصدر سياسي مطلع لموقع ”العالم الجديد”، إن “الأحزاب الكردية، وتحديدا الحاكمة منها، وعلى رأسها الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني تلقت تهديدات من التحالف الدولي بقطع التمويل عن قوات البيشمركة ما لم تندمج تحت قيادة واحدة”.

ويضيف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “التمويل الذي تتلقاه البيشمركة من التحالف الدولي يبلغ نحو 24 مليون دولار شهريا، فضلا عن الدعم بالأسلحة والمدافع الثقيلة والتدريبات من المستشارين”.

ويتابع أن “التحالف الدولي وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية نقلت تهديدها إلى رئاسة إقليم كردستان، وأيضا رئاسة الاتحاد الوطني الكردستاني بأنه وخلال النصف الأول من العام الحالي إذا لم يتم توحيد قوات البيشمركة فسيتم وقف التمويل”.

ويبلغ عدد قوات البيشمركة 125 ألف مقاتل وتنقسم إلى قسمين، قوات 70 التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وقوات 80 التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، كما أن هناك الآلاف من المقاتلين ينضوون تحت سلطة الحزبين، ولا يرتبطون بالمؤسسات العسكرية الرسمية، منهم قوات “كوماندوز” التابعة للاتحاد الوطني، والتي يرأسها بافل طالباني، فضلاً عن قوات الزيرفاني التابعة للحزب الديمقراطي.

يأتي هذا في وقت تتزايد الضغوط الأمريكية والدولية على الفصائل المسلحة في العراق لتسليم سلاحها وتفكيكها، وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت ستشمل هذه الضغوط قوات البيشمركة الكردية.

وفي هذا الصدد، يقول الباحث في الشأن السياسي شيرزاد مصطفى، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الضغوط الدولية تتزايد على قوات البيشمركة لتوحيد صفوفها، وإنهاء الصبغة الحزبية على تلك القوات، بالتوازي مع الضغوط التي تمارس على الفصائل الشيعية”.

ويضيف مصطفى، أن “رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وهو القائد العام للقوات المسلحة في الإقليم لا يستطيع تحريك قوة عسكرية تابعة لقوات 70، أو نقل قائد أو ضابط من تلك الوحدات التابعة للاتحاد الوطني”.

ويشير إلى أن “الأمر مشابه والمعادلة نفسها، حيث أن رئيس الوزراء الاتحادي وهو القائد العام للقوات المسلحة، ولكنه لا يستطيع تحريك قوة عسكرية تابعة لفصيل معين، رغم أن أغلب تلك الفصائل منضوية في الحشد الشعبي”.

ويلفت إلى أن “الولايات المتحدة هددت في أكثر من مناسبة خلال لقاءات عدة مع مسؤولين في الإقليم بإيقاف التمويل، وكانت قد اشترطت تسليح قوات البيشمركة بالمدافع والأسلحة الثقيلة بعد توحيد قواتها، وإلا لا يعقل أن تبقى هذه القوة حزبية، ولديها هذا التجهيز الكبير”.

يشار إلى أن هناك قوات حزبية في كردستان تتقاضى الرواتب والميزانيات من حكومة الإقليم، في وقت تخضع لسيطرة أحزاب كردية وليس وزارة البيشمركة.

من جهته، يشير عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني إدريس شعبان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “قوات البيشمركة تختلف عن الفصائل المسلحة، فالأولى قوة مثبتة في الدستور العراقي كحرس للإقليم، فيما لا توجد مادة دستورية تشير لوجود الفصائل المسلحة، هذا فضلا على أن البيشمركة لا تشكل تهديداً للأمن الإقليمي وأمن العراق، فهي لا تشترك بمعارك الإقليم والعراق، ومهمتها رسمية محصورة بالدفاع عن كردستان فقط”.

وفي ما يخص توحيدها، يذكر أن “الجهود تبذل لتوحيد قوات البيشمركة، وهنالك جزء كبير من قوات 80 التابعة للحزب الديمقراطي تم دمجها في وزارة البيشمركة، ونحن مع توحيد القوات بمؤسسة واحدة، ولكن هنالك عراقيل من الأحزاب الأخرى، التي تريد تأخير الموضوع لغايات خاصة بها”.

كما يشير إلى أن “البيشمركة لا يمكن حلها أو نزع سلاحها، كونها قوة دستورية، ولكن يمكن إعادة تنظيمها، وتوحيد صفوفها، وهذا يختلف كليا عن الضغوط الدولية لنزع سلاح الفصائل التي تتدخل في دول أخرى، وتستخدم السلاح دون علم الدولة، وخارج سيطرتها”.

ووصف الدستور العراقي لعام 2005 قوات البيشمركة بـ”منظومة الدفاع الوطني” الخاصة بإقليم كردستان، فيما أشركها في حماية المناطق المتنازع عليها مع الإقليم، وفق فقرات المادة 140 من الدستور.

وكان وزير شؤون البيشمركة، شورش إسماعيل، قد أعلن في السادس من آب أغسطس من العام الماضي، أن وزارة الدفاع الأمريكية زودت قوات البيشمركة بمجموعة من المدافع الثقيلة بموافقة الحكومة الاتحادية العراقية، وذلك خلال حفل تسليم قوات البيشمركة 24 مدفعاً من النوع الثقيل من قبل القوات الأمريكية.

إلى ذلك، يؤكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الاتحاد الوطني أول داعم لخطوة توحيد قوات البيشمركة في مؤسسة واحدة، ونرى أن هذا الأمر ضروري، ولكن الحزب الديمقراطي هو من يعرقل الإجراءات كون وزارة البيشمركة تدار من الاتحاد الوطني، ولا يريد أن يحقق هذا الموضوع قوة لنا”.

ويقر الشيخ رؤوف بوجود “ضغوط دولية، وخاصة من الولايات المتحدة الأميركية لتوحيد قوات البيشمركة، وأكد أن الإجراءات تسير باتجاه التوحيد ولكنها بطيئة نوعا ما، ولكن بشكل عام الاتحاد الوطني قدم كل التسهيلات بهدف توحيد القوات وربطها بوزارة البيشمركة”.

وكان مصدر أكد لوسائل إعلام أن الحزبين الكرديين لم يتوصلا حتى الآن إلى حلول مرضية للطرفين لتوحيد قواتهما على الأقل لعدم الدخول في مأزق قطع التمويل، لا سيما مع مشكلات تمويل الموازنة مع الحكومة المركزية في بغداد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى