ما هي خطة ترامب بعد رفض إيران للمفاوضات؟

في الأيام الأولى لعودته إلى البيت الأبيض، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مذكرة رئاسية لإحياء سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران.

ميدل ايست نيوز: في الأيام الأولى لعودته إلى البيت الأبيض، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مذكرة رئاسية لإحياء سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران. وجاءت هذه الخطوة في وقت كان يعرب فيه عن رغبته في إجراء مفاوضات مباشرة مع طهران، وهو ما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لواشنطن، واحتمالية تنفيذ هجوم عسكري، وما قد يترتب عليه من عواقب.

وكتبت وكالة خبرآنلاين أن ترامب في أقل من 24 ساعة، اتخذ ثلاثة مواقف مختلفة بشأن إيران:

  1. توقيع مذكرة الضغط الأقصى بهدف “منع إيران من امتلاك سلاح نووي وتقليص صادراتها النفطية إلى الصفر”.
  2. الإعراب عن الاستعداد للحوار مع الرئيس الإيراني، والإشارة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي “قابل للتحقق”.
  3. التنسيق مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، لمواجهة ما يصفه بـ “التهديدات الإقليمية الإيرانية”.

ويرى المحللون أن هذا النهج المزدوج يعكس ما يُعرف بـ “الدبلوماسية القهرية”، وهي استراتيجية تهدف إلى إرغام طهران على قبول شروط واشنطن عبر الجمع بين العقوبات القاسية وفتح باب التفاوض. وقد صرح ترامب في مقابلاته قائلاً: “لدينا الحق في منع إيران من بيع نفطها، لكنني أفضل التوصل إلى اتفاق”.

موقف ترامب بعد رفض إيران التفاوض: تهديد عسكري وتنسيق مع إسرائيل

رغم الإشارات التي أبدتها إيران حول إمكانية التفاوض بشروط، مثل رفع العقوبات وتقديم ضمانات دولية، يبدو أن ترامب قرر إعطاء الأولوية لمواصلة الضغط بدلاً من التجاوب مع هذه المبادرات. ويعود أحد أبرز أسباب هذا التوجه إلى اعتقاده بأن إيران في “موقف ضعف”، وهو تصور يرى بعض المراقبين أنه لا يعكس الواقع بدقة. ووفقاً للوثائق المنشورة، تتضمن خطة ترامب العناصر التالية:

  1. عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، تهدف إلى تصفير العائدات النفطية الإيرانية، رغم معارضة الصين، ما يؤدي إلى تراجع قيمة الريال وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على معيشة الإيرانيين.
  2. تهديد عسكري غير مباشر، حيث أكد ترامب خلال لقائه مع نتنياهو على “حق الولايات المتحدة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية”. وفي الوقت نفسه، طلبت إسرائيل شراء أسلحة متطورة بقيمة 7 مليارات دولار من الولايات المتحدة، التي قررت منح الأولوية لهذه الصفقة.
  3. الضغط على أوروبا لتفعيل “آلية الزناد” وفرض عقوبات إضافية ضد إيران، مع محاولة واشنطن بناء توافق أوروبي عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
  4. فرض قيود تكنولوجية لمنع إيران من الحصول على تقنيات متقدمة في مجالي الصواريخ والبرامج النووية.

أهداف ترامب تتجاوز الملف النووي

على الرغم من أن ترامب يزعم أن هدفه الأساسي هو “منع إيران من امتلاك سلاح نووي”، فإن الوثائق الأمريكية تكشف أن استراتيجيته تشمل أهدافاً أوسع:

  1. إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة عبر قطع الدعم عن فصائل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.
  2. الحد من تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، خاصة تلك التي يتجاوز مداها 2000 كيلومتر.
  3. الضغط لتغيير سلوك الجمهورية الإسلامية من خلال تعميق الأزمة الاقتصادية وإحداث انقسامات داخل السلطة الحاكمة في طهران.

وفي تغريدة مثيرة للجدل، كتب ترامب: “إذا حصلت إيران على سلاح نووي، يمكننا تحويلها إلى جحيم!”

وفي أقل من 24 ساعة، أطلق ترامب ثلاث رسائل متناقضة تجاه إيران. ومع رفض طهران الدخول في مفاوضات غير مشروطة، فإن السؤال المطروح هو: ما هي الخطوة التالية لواشنطن؟

التداعيات المحتملة لأي هجوم على إيران

يرى المراقبون أن تنفيذ تهديدات عسكرية ضد إيران قد يشعل نزاعاً إقليمياً واسع النطاق ويخلق تداعيات اقتصادية وسياسية وعسكرية، من بينها:

  1. تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 200 دولار، ما قد يؤدي إلى ركود في الأسواق المالية.
  2. تصعيد الحرب بالوكالة في المنطقة، حيث قد تشن القوات اليمنية هجمات جديدة على منشآت النفط السعودية.
  3. ردود فعل قوية من روسيا والصين، بما في ذلك احتمال استخدام الفيتو في مجلس الأمن، وتعزيز التعاون العسكري بين طهران والقوى الشرقية الكبرى.
  4. تصاعد الانقسامات داخل الولايات المتحدة، حيث إن تورط إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران سيزيد من تكلفة التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى معارضة داخل الكونغرس، خاصة من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين الرافضين لحرب جديدة في المنطقة.
تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى