إيران… ركود كبير في الموانئ الشمالية وتضييع فرصة ترانزيت الحبوب

تشير الإحصاءات الرسمية لمؤسسة الموانئ الإيرانية إلى أن موانئ شمال إيران شهدت انخفاضًا بنسبة 33% في الحاويات مقارنة بعام 2023.

ميدل ايست نيوز: تشير الإحصاءات الرسمية لمؤسسة الموانئ الإيرانية إلى أن موانئ شمال إيران شهدت انخفاضًا بنسبة 33% في الحاويات مقارنة بعام 2023، حيث بلغ إجمالي الأداء المناولة 14,257 وحدة شحن (TEU) في عام 2024.

وحسب الخبراء، فإن هذا الانخفاض في أداء الموانئ الشمالية في إيران يعود إلى تجاهل واسع الأفق لأهمية النقل بالحاويات في حركة البضائع الواردة والصادرة والترانزيت عبر الموانئ الإيرانية.

وفي الموانئ الشمالية لإيران، تكون عملية تخصيص السفن لنقل البضائع بالحاويات بطيئة ومتأخرة، مما دفع أصحاب البضائع الداخلية والخارجية للتخلي عن النقل البحري عبر الموانئ الشمالية، واستبداله بالمسارات البرية مثل حدود سرخس، وإنجه برون، وحدود أستارا الحديدية، أو حتى إلغاء ترانزيت البضائع عبر الأراضي الإيرانية واختيار مسارات بديلة.

وفي الوقت الحالي، أوقفت روسيا ترانزيت حاويات شحنها عبر السواحل الغربية للهند عبر ممر الشمال-الجنوب إلى موانئ بحر قزوين الروسية، وبدلاً من ذلك، تقوم بنقل هذه البضائع عبر قناة السويس إلى ميناء نوفوروسيسك في البحر الأسود وآزوف. وفي عام 2024، بلغ عدد الحاويات العابرة بين الهند وروسيا عبر مسار قناة السويس التقليدي (الذي هو أطول بكثير من ممر الشمال-الجنوب) أكثر من 80 ألف حاوية شحن، في حين كانت الحاويات العابرة عبر موانئ الشمال الإيراني (بما في ذلك الواردات والصادرات والترانزيت) أقل من 15 ألف.

من جهة أخرى، فقط 1% من التجارة البحرية الروسية (التي بلغت 886 مليون طن في عام 2024) تتم عبر بحر قزوين، بينما تمت باقي التجارة عبر موانئ روسيا في البحر الأسود وآزوف وبحر البلطيق (62%)، وعبر القطب الشمالي (11%)، ومن خلال موانئ الشرق الأقصى الروسي (26%).

وفي حديثه مع وكالة “إيلنا” حول أسباب تراجع إحصائيات الترانزيت وعمليات مناولة الحاويات في موانئ شمال إيران في عام 2024 مقارنة بعام 2023، قال “مسعود بل‌ مه” الأمين العام لجمعية الشحن والخدمات المرتبطة بها في إيران: 95% من العمليات البحرية في موانئ شمال إيران تتم في 5 موانئ. من ناحية أخرى، توقفت موانئ أستارا وفريدونكنار في الشمال بسبب عدم عمليات الجرف والتصريف في بحر قزوين، ولا يوجد حالياً إمكانية للنقل البحري الفعّال في هذين الميناءين.

وأضاف: كما أن بعض أرصفة ميناء أنزلي تم إخراجها من الخدمة بسبب عدم إجراء عمليات الجرف التي كان يجب إجراؤها بشكل دوري وسنوي.

وأكد بل‌ مه أنه في مجال الصادرات، تراجع النقل بالحاويات في بحر قزوين نتيجة لعدة عوامل. وأضاف: يعاني النقل البحري للبضائع الإيرانية في بحر قزوين من مشاكل تتعلق بالسفن الإيرانية، حيث يتم شحن البضائع التي نشتريها من كازاخستان وروسيا باستخدام السفن التي تحمل أعلامًا وجنسيات كازاخية وروسية أو من دول أخرى.

وأكمل: بالإضافة إلى ذلك، أوقفت روسيا حاليًا بيع الحبوب إلى إيران، مما يسبب مشاكل إضافية في نقل البضائع.

واختتم بالقول: على الرغم من زيادة عدد الأسطول البحري تحت علم إيران في بحر قزوين، فإن حجم النشاط الإيراني في البحر الشمالي لهذا العام مقارنة بالعام الماضي شهد تراجعًا. كما أن هناك تقاعسًا في عمليات الترانزيت للمنتجات الزراعية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى فقدان القدرة على إدارة اللوجستيات الخاصة بالترانزيت أو نقل الحبوب أو مقايضتها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى