صحيفة إيرانية أصولية تنتقد “الأداء الضعيف” ردا على التعنت الأمريكي ما أوجب تدخل المرشد الأعلى

أكدت صحيفة فرهيختكان الإيرانية أن هدف الولايات المتحدة بعدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم هو تعطيل أحد أهم أدوات القوة الإيرانية وإعادة البلاد إلى نقطة الصفر.

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة فرهيختكان الإيرانية في تقرير لها أن “الوضع الراهن في ملف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة كان من الممكن أن يكون مختلفًا لو أن كبار المسؤولين في البلاد، بمن فيهم رؤساء السلطات العليا ورؤساء الجمهورية السابقون وبعض نواب البرلمان الحاليين والسابقين وأعضاء في المجلس الأعلى للأمن القومي، قدموا ردًا واضحًا وحاسمًا على المزاعم الأمريكية.”

وأشارت الصحيفة المحافظة إلى تصريحات المرشد الإيراني الأخيرة بشأن مطالب واشنطن والنتائج المحتملة للمفاوضات، واعتبرت أن “دخوله (المرشد) على خط المزاعم الأمريكية حول عدم السماح لطهران بتخصيب الوقود النووي يحمل دلالتين واضحتين: الأولى أن التكهنات التي زعمت أن إصرار مسؤولين أمريكيين مثل ويتكوف وروبيو على وقف تخصيب اليورانيوم في إيران مجرد خطاب إعلامي موجه للاستهلاك الداخلي، كانت خاطئة. والثانية أن غياب رد قوي من داخل إيران، سواء على المستوى الحكومي أو غير الحكومي، هو ما استدعى تدخل المرشد.”

وأضافت الصحيفة أن “الولايات المتحدة تسعى خلف هذا الطلب لعدة أهداف رئيسية، أولها تعطيل أحد أهم أدوات القوة الإيرانية وإعادة البلاد إلى نقطة الصفر في مفاوضات شبيهة بتلك التي جرت في سعد آباد، وإهدار ثمار جهود استمرت لسنوات. الهدف الثاني هو ترسيخ صورة ‘إيران الضعيفة’ في الرأي العام العالمي، بما يعزز سردية أن إيران إذا تنازلت عن التخصيب، فقد تقبل بشروط أخرى أيضًا. الهدف الثالث هو تقديم صورة جديدة للمفاوضات تختلف عن الاتفاق النووي لعام 2015، لتخدم الأجندة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، خصوصًا للرئيس دونالد ترامب الذي لا يريد أن يظهر وكأنه يقبل باتفاق الديمقراطيين مع إيران. أما الهدف الرابع، فهو إضفاء الشرعية على نظرية ‘فتح الجبهات واحدة تلو الأخرى’ ضد إيران، حيث إن القبول بعدم تخصيب اليورانيوم قد يفتح الباب لفرض قيود على دور إيران الإقليمي وصناعاتها الدفاعية.”

وأوضحت فرهيختكان أن المفاوضين الأمريكيين يؤكدون رسميًا أن الحوار يتركز فقط على البرنامج النووي، “لكن هذا لا يعني أن الأمور لن تمتد إلى ملفات أخرى”، وفق تعبيرها، معتبرة أن “المطلوب الآن هو اتخاذ موقف صارم من هذه المطالب المبالغ بها، وهو ما لم يتحقق حتى الآن قبل تدخل المرشد.”

وفي سياق متصل، قالت الصحيفة إن الإعلام الإيراني ارتكب ثلاث أخطاء رئيسية في تغطية الملف النووي والمفاوضات الجارية:

  1. الخطأ الأول: السماح لوسائل الإعلام الغربية، مثل أكسيوس ونيويورك تايمز، بالتحكم بالمشهد الإعلامي كما حدث في السنوات الماضية، في ظل غياب الثقة أو الاحترافية في الإعلام المحلي، ما اعتبرته الصحيفة “أمرًا غير مقبول”.
  2. الخطأ الثاني: “الفرح المفرط” من قبل بعض وسائل الإعلام الرسمية التي بالغت في الترويج لاحتمال التوصل إلى اتفاق قريب، ووصفته بـ”مفاجأة شهر مايو”، رغم ما وصفته الصحيفة بـ”تعنت الطرف الأمريكي”. واعتبرت أن هذا التوجه ساعد في تمرير أجندة الطرف المقابل.
  3. الخطأ الثالث: غياب خطاب رسمي قوي، منضبط، ومقنع من جانب المسؤولين الإيرانيين، وخاصة السلطات العليا، وهو ما شجع واشنطن – بحسب الصحيفة – على التصعيد دون خشية من تبعات ذلك.

وختمت الصحيفة الأصولية تقريرها بالتأكيد أن الموقف الحالي كان يمكن أن يكون مختلفًا “لو أن الشخصيات المؤثرة قد تصدت لهذه المزاعم منذ البداية برد واضح وحاسم”، مضيفة أن “النواب الراديكاليين لن يقدموا إضافة في هذا السياق، بل المطلوب تدخل الوجوه العاقلة من مختلف المستويات السياسية.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى