الزراعة والطاقة والتكنولوجيا الرقمية… مجالات واعدة للتعاون الإيراني الأذربيجاني

رغم التحديات اللوجستية والعقبات المصرفية، من المتوقع أن ترتفع التجارة بين إيران وأذربيجان من 487 مليون دولار في عام 2023 إلى نحو 628 مليون دولار بحلول نهاية عام 2025.

ميدل ايست نيوز: رغم التحديات اللوجستية والعقبات المصرفية، من المتوقع أن ترتفع التجارة بين إيران وأذربيجان من 487 مليون دولار في عام 2023 إلى نحو 628 مليون دولار بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 29%، يعكس استمرار سيطرة الصادرات الإيرانية على نبض العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وتشير دراسة لحركة التبادل التجاري بين إيران وأذربيجان إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مع وجود العديد من الفرص لتوسيع هذه العلاقات، غير أن تحقيق ذلك يرتبط بإزالة بعض العقبات الهيكلية وتسهيل التعاون في مختلف المجالات.

ميزان تجاري إيجابي لصالح إيران

وفقاً لإحصائيات مركز الدراسات الإيرانية الأوراسية، بلغ حجم التجارة الثنائية بين إيران وأذربيجان في عام 2023 نحو 487 مليون دولار، منها 473 مليون دولار من صادرات إيران، و14 مليون دولار فقط واردات من أذربيجان. واستمر هذا الاتجاه التصاعدي في عام 2024، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال أول 11 شهراً من العام إلى 583 مليون دولار، إذ بلغت الصادرات الإيرانية 570 مليون دولار، والواردات من أذربيجان حوالي 12.9 مليون دولار. وتشير هذه الأرقام إلى وجود فائض تجاري كبير لصالح إيران، حيث تشكل صادراتها أكثر من 90% من حجم التبادل التجاري.

من جانبه، أعلن صمد حسن زاده، رئيس غرفة تجارة إيران، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 وصل إلى حوالي 900 مليون دولار، مع خطة للوصول إلى عدة مليارات من الدولارات في السنوات المقبلة.

كما صرح مسؤولون في أذربيجان بأن التجارة بين البلدين بلغت في الربع الأول من عام 2025 نحو 157 مليون دولار، أي بزيادة قدرها 18% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

وبحسب الإحصاءات الأذربيجانية حتى أبريل 2025، تم تسجيل واستثمار أكثر من 1,730 شركة إيرانية في أذربيجان، بإجمالي استثمارات تجاوز 5.2 مليون دولار.

سبل تنمية التجارة بين إيران وأذربيجان

يرى المحللون أن تطوير البنية التحتية اللوجستية والترانزيتية من أهم مسارات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران وباكو. وفي هذا السياق، يُعد استكمال “ممر أرس” ومشروع سكة الحديد رشت وآستارا – الذي يُعتبر الحلقة المفقودة في ممر الشمال-الجنوب الدولي – من المشاريع الأساسية التي ينبغي الإسراع في إنجازها. هذا المشروع لا يسهم فقط في تسهيل وتسريع نقل البضائع بين آسيا وأوروبا، بل يعزز أيضاً من دور إيران وأذربيجان في سلسلة التوريد العالمية. كما أن تطوير موانئ آستارا وأنزلي وإنشاء روابط لوجستية بينها يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعاون.

ويعتقد الخبراء أن توقيع اتفاقيات تبادل الغاز بين إيران وأذربيجان وتركمانستان يمكن أن يمهّد الطريق لتعاون ثلاثي في مجال الطاقة. كما أن الاستثمار المشترك في مشاريع البنية التحتية لنقل الغاز والكهرباء، ومحطات الطاقة في المناطق الحدودية، يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتبادل في مجال الطاقة بين الدول الثلاث.

وتُظهر دراسة لحجم التبادل الاقتصادي بين طهران وباكو أن هناك فرصاً واسعة للتعاون في قطاع الزراعة، بالنظر إلى الحاجات المتكاملة للطرفين. ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا الزراعية الحديثة في إيران، مثل الزراعة الذكية والري الحديث وإنتاج المحاصيل في البيوت الزجاجية، خصوصاً لتلبية احتياجات السوق الأذربيجانية.

كما ساهم تحرير الأراضي الأذربيجانية في تسريع تنفيذ مشاريع عمرانية في البلاد، وهي فرصة يمكن أن تستفيد منها الشركات الإيرانية، خصوصاً في مجالات بناء الطرق والسدود والمراكز الطبية والتعليمية.

ويرى خبراء الشأن الأذربيجاني أن البلدين، في ضوء سياسات تطوير الاقتصاد الرقمي، يمكن أن يؤسسا شراكات جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتجارة الإلكترونية والأمن السيبراني والبنى التحتية الرقمية، بما يسهم ليس فقط في دعم التجارة التقليدية، بل أيضاً في فتح آفاق للابتكار المشترك.

تحديات تطوير العلاقات بين طهران وباكو

رغم الإمكانات الكبيرة، لا تزال بعض العقبات الهيكلية تعرقل التوسع الكامل للعلاقات التجارية بين إيران وأذربيجان. ووفق تقرير غرفة التجارة الإيرانية، فإن من أبرز هذه التحديات مسألة تسهيل إصدار التأشيرات للتجار ورجال الأعمال، وهي مشكلة لم تُحل بعد. كما أن إزالة الحواجز المصرفية، وتطوير أنظمة الدفع المتبادل بالعملات المحلية، وتحسين عمليات النقل بين البلدين، تُعد من المتطلبات الأساسية لتوسيع التعاون الاقتصادي.

ويؤكد المحللون أن فتح المزيد من مكاتب التمثيل الاقتصادي وتوقيع اتفاقيات تجارة تفضيلية أو حرة لتقليل الرسوم الجمركية وتنظيم جولات سياحية مشتركة من الأسواق الثالثة، يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف المستقبلية المرسومة للعلاقات بين البلدين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى