من الصحافة الإيرانية: التمسك بالمفاوضات أضعف موقفنا وعلينا استخدام ورقة “التصعيد المتحكم فيه”

ميدل ايست نيوز: شددت صحيفة خراسان الإيرانية على ضرورة إعادة النظر في بعض الافتراضات السابقة بشأن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بعد التوصل إلى أن هناك مأزقًا حقيقيًا في هذه المفاوضات.

وقالت الصحيفة المحسوبة على التيار الأصولي في مقالها الافتتاحي ليوم الأحد: أحد هذه الافتراضات كان أن الولايات المتحدة كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن، بهدف الحصول على ورقة ضغط داخلية. لكن بعد عدة جولات من التفاعل مع إدارة ترامب، تبين أن هذا الافتراض غير دقيق إلى حد كبير. فالتغير في لهجة الولايات المتحدة في أوائل أبريل 2025 كان أكثر تأثرًا بالظروف الاقتصادية الداخلية الأمريكية، حيث كان الاقتصاد على حافة الركود، مما دفع الإدارة الأمريكية لتخفيف لهجتها. لكن بمجرد تحسن الوضع الاقتصادي، تغيرت اللهجة مجددًا.

وأضافت خراسان: في المقابل، استمرت إيران في اتباع نهجها السابق، مما أدى إلى الوصول إلى هذا المأزق. الطرف الآخر يسعى للحصول على ميزة “الغموض النووي” من إيران، ويرغب في إزالة هذه الورقة من يد الجمهورية الإسلامية إلى الأبد.

وقالت: الطريق الصحيح الآن هو فهم أن التصعيد في هذه اللحظة، في ظل عدم قدرة ترامب على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وارتفاع التوترات التجارية مع الصين، يمكن أن يوفر فرصًا لإيران. فالتصعيد المتحكم فيه أو حتى الظاهري في الشرق الأوسط، وزيادة مخاطر أسعار النفط، قد تشكل أداة ضغط يمكن لإيران الاستفادة منها.

وأكدت الصحيفة الأصولية أن “التمسك بالمفاوضات مع الولايات المتحدة قد يقلل من قدرة إيران على التأثير. في الوقت الذي تتقدم فيه اتفاقات إقليمية وعالمية بدون مشاركة إيران، مما يبعدها عن النظام الإقليمي المستقبلي”.

وأضافت أن “عدم استخدام ورقة التصعيد المتحكم فيه للتأثير على البيئة الداخلية في البيت الأبيض، وبين الجماعات المتضادة هناك، هو خطأ يجب تصحيحه بسرعة. بينما تسعى جماعات العزلة مثل “فانس” لتحذير ترامب من الدخول في حرب مع إيران، يسعى آخرون من جماعة “النيوليبراليين” لإضعاف إيران”.

وأكملت: الطريق الصحيح في مسار إيران والولايات المتحدة هو تعزيز حجج جماعة العزلة في البيت الأبيض. يجب العمل على إقناع ترامب بأن الهجوم على إيران سيؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، وزيادة كبيرة في أسعار النفط، وفي النهاية، دفع إيران نحو امتلاك سلاح نووي أو تعزيز التعاون مع الصين وروسيا.

وأوضحت الصحيفة أن “هذه العناصر والمتغيرات ستقلل من احتمال نشوب الحرب، وعندما لا يكون هناك حرب، سيكون ترامب مضطرا لإزالة الخط الأحمر بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران من على الطاولة”.

وأردفت: هذا يعني أن كسر المأزق الحالي لا يتم من خلال المزيد من المفاوضات الفنية، بل من خلال الرد السياسي وخلق مخاطر اقتصادية-سياسية.

واختتمت صحيفة خراسان قائلة: هذا يتطلب مفاوضات جدية واستراتيجية حقًا مع الصين وروسيا، وهو ما كان يطالب به العديد من المخلصين لإيران طوال هذه السنوات، ولكن لم يحدث أبدًا.