إيران تخطط لعودة سريعة للسوق النفطية وسعر الخام قد يخسر 10%

ما يعقد المفاوضات أن طهران تطالب واشنطن برفع كامل للحظر الاقتصادي والعودة إلى الاتفاق النووي (5+1) قبل مناقشة أية شروط جديدة ترغب فيها واشنطن.

ميدل ايست نيوز: لا يزال الغموض يحيط بمفاوضات الملف النووي الإيراني التي بدأت في فيينا يوم الاثنين الماضي، وعلى الرغم من تصريحات الخارجية الأميركية المتفائلة، مساء الثلاثاء، عن إحراز “تقدم متواضع” خلال مفاوضات فيينا، يرى محللون أن “الوقت نفد، ولم يعد في صالح إيران” التي ترغب في رفع الحظر الاقتصادي والمالي والنفطي قبل الخوض في تفاصيل البرنامج النووي.

وما يعقد المفاوضات أن طهران تطالب واشنطن برفع كامل للحظر الاقتصادي والعودة إلى الاتفاق النووي (5+1) قبل مناقشة أية شروط جديدة ترغب فيها واشنطن.

وحسب خبراء، فإن ما يهم إيران من هذه المفاوضات هو رفع الحظر المالي والنفطي، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من أزمات عديدة، على رأسها ارتفاع معدل التضخم فوق 45%، وتراجع قيمة الريال الإيراني، وحاجة البلاد للدولارات للتعامل مع جائحة كورونا ومتحوراتها.

ويتوقع محللون عودة النفط الإيراني بسرعة للسوق في حال نجاح المفاوضات النووية، وربما بمستويات كبيرة خاصة في البداية بسبب الكميات النفطية التي تحفظها إيران في الخزانات الأرضية والعائمة والتي تقدر بنحو 60 مليون برميل، وبالتالي سيكون لعودة النفط الإيراني أثر كبير على مستويات المعروض النفطي في السوق خلال الشهر الأول.

في هذا الشأن ترى شركة كيبلر الأميركية التي تراقب حركة السفن النفطية، أن صادرات النفط الإيرانية بما في ذلك المكثفات ستعود بسرعة للسوق، وأن وزارة البترول الإيرانية ربما ستتمكن من استعادة إنتاج النفط الإيراني وبنسبة 80% من المستويات التي كان عليها قبل الحظر الأميركي خلال 6 شهور واستعادة الإنتاج إلى مستوياته بنسبة 100% خلال 12 شهراً.

من جانبه يرى الخبير النفطي البريطاني سايمون واتكنز في تحليل بنشرة “أويا برايس” يوم الاثنين، أن نجاح المفاوضات النووية وعودة النفط الإيراني ربما تقود إلى هبوط أسعار الخامات النفطية بنسبة 10% عن مستوياتها الحالية البالغة نحو 80 دولاراً لعقود مارس/ آذار.

وحسب بيانات وزارة البترول الإيرانية، فإن طاقة إنتاج النفط الإيراني تتراوح حالياً بين 3.9 و4 ملايين برميل يومياً، وأن من بين هذه الكميات فإن نحو 1.7 إلى 1.8 مليون برميل يتم تكريرها في المصافي المحلية بإيران.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أعلن في أعقاب فوزه أن بلاده ستركز على بيع المنتجات النفطية أو المشتقات وليس على النفط الخام.

وبحسب شركة كيبلر فإن إيران لديها القدرة على زيادة إنتاج النفط الإيراني بنحو 1.7 مليون برميل يومياً، بما في ذلك نحو 200 ألف برميل يومياً من المكثفات في فترة تراوح بين 6 إلى 9 شهور من رفع الحظر الأميركي.

من جانبها ترى نشرة “ستاندرد آند بوورز غلوبال إنتيليجنس”، أن إيران تخطط لرفع معدل الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول مارس/ آذار المقبل.

وفي هذا الصدد، أكد المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، أن إنتاج النفط الايراني سيعود الى مستوياته ما قبل الحظر بحلول 20 مارس.

من جانبها نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن محسن خوجاشمهر، العضو المنتدب لشركة النفط الوطنية الإيرانية، قوله إن “الخطط موضوعة لزيادة إنتاج النفط إلى أكثر من خمسة ملايين برميل يومياً”.

وحسب نشرة “أويل برايس” أعلنت وزارة النفط الإيرانية خططاً لزيادة إنتاج النفط من حقل أزيديجان الجنوبي العملاق إلى 320 ألف برميل يومياً بحلول العام 2023 من مستواه الحالي البالغ 140 ألف برميل. كما أعلنت عن خطط لزيادة الإنتاج من حقول أخرى في شمال أزيديجان.

وحسب نشرة “أويل برايس”، التقى وزير النفط الإيراني الجديد، جواد أوجي، مع مسؤولين كبار من مؤسسة البترول الوطنية الصينية “سي أن بي سي” لمناقشة تطوير حقول غربي قارن.

وهذه الحقول تُعد جزءاً رئيسياً من صفقة الاستثمار الضخمة التي وقعتها طهران مع الحكومة الصينية، والتي تمتد لنحو 25 عاماً وتشمل استثمارات تقدر بنحو 300 مليار دولار.

وتمنح إيران الشركات الصينية خصومات سعرية بنسبة 12% على الخامات التي تطورها في هذه الحقول. وبالتالي فإن إيران تجري استعدادات حقيقية لرفع الإنتاج النفطي من مستواه الحالي البالغ.

لكن يبدو أن تأثير عودة النفط الإيراني على أسعار الخامات رهين بعوامل أخرى من بينها تداعيات المتحور “أوميكرون” على النمو الاقتصادي العالمي، وقدرة تحالف أوبك على تلبية الطلب العالمي على الخامات النفطية، حيث إن هنالك دولاً مثل روسيا لم تتمكن من زيادة الإنتاج خلال الشهور الماضية إلا بنسبة ضئيلة.

حتى الآن، تتعثر المفاوضات النووية، إذ تسعى إيران لكسب الوقت بينما تستعجل واشنطن الوصول لاتفاق سريع. وقال محللون لمجلة “بوليتكو” إن القوى الغربية التي تتفاوض نيابة عن واشنطن كثفت ضغوطها على طهران لاستعجال التوصل لاتفاق قبل نهاية شهر يناير/ كانون الثاني أو بداية فبراير/ شباط المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين: “حدث بعض التقدم المتواضع في محادثات الأسبوع الماضي. نأمل أن نبني عليه هذا الأسبوع”.

وأضاف “الإعفاء من العقوبات والخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة هو بالفعل في صميم المفاوضات الجارية حالياً في فيينا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى