دبلوماسيون سابقون ينتقدون حكومة رئيسي: المتطرفون استولوا على السياسة الخارجية

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على انتقاد عدد من كبار الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين النظام الحاكم في البلاد.

ميدل ايست نيوز: سلطت صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على انتقاد عدد من كبار الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين النظام الحاكم في البلاد، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ سبتمبر/أيول الماضي إثر وفاة الشابة “مهسا أميني” داخل محتجز للشرطة بعد اعتقالها بدعوى مخالفة ضوابط الزي الإسلامي.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن عددا من كبار الدبلوماسيين السابقين حذروا حكومتهم من أن الإخفاق في إحياء الاتفاق النووي وتزويد روسيا بطائرات مسيرة في أوكرانيا قد يترتب عليهما أن تصبح إيران معزولة وأن يضعف اقتصادها.

وفي السياق، كتب “حميد أبوطالبي”، المبعوث السابق للاتحاد الأوروبي والمستشار السياسي السابق للرئيس الإيراني السابق “حسن روحاني”، عبر “تويتر”، الإثنين، مغردا: “السياسة الخارجية الإيرانية استولى عليها المتطرفون”.

وجاء الانتقاد الأشد من “محمد صدر”، الرئيس السابق لقسم أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية، والذي لا يزال عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو الهيئة الاستشارية الرئيسية للمرشد الأعلى “علي خامنئي”.

وفي مقابلة على الصفحة الأولى مع صحيفة “اعتماد” الإيرانية، قال “صدر” إنه يخشى أن تكون إيران قد أهدرت “فرصة ذهبية” لإحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن الدولة قد تخلت عن حيادها في أوكرانيا، ما جعل طهران عرضة للمزاعم الأمريكية بارتكاب جرائم حرب من خلال توريد طائرات مسيرة لاستخدامها ضد المدنيين الأوكرانيين.

وفي سياق متصل، قال “جلال الساداتيان”، وهو دبلوماسي إيراني كبير في بريطانيا بين عامي 1982 و1986: “يجب على إيران إيجاد طريقة للإجابة على قضايا حقوق الإنسان الحالية حتى يمكن عقد اجتماع مرة أخرى لإحياء [المحادثات النووية الإيرانية] والتوصل إلى تفاهم. لا يتصرف الأوروبيون على أساس العواطف، وإذا تم تأمين بعض اهتماماتهم فيمكنهم تعديل نهجهم”.

وأشارت “الجارديان” إلى أن مجموعة من 36 دبلوماسيًا إيرانيا متقاعدًا وقعوا بيانًا مشتركًا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يزعم أن الأخطاء الجسيمة في السياسة الخارجية الإيرانية كان لها تأثير مدمر محليًا، وحثوا قادة الدولة على الاستماع إلى الشباب، معربين عن قلقهم من الموقف الأخلاقي لإيران إذا لعبت لعبة خطيرة بتزويد روسيا بالسلاح.

“نصرت الله طاجيك”، وهو أحد الموقعين على البيان والسفير الإيراني السابق لدى الأردن، قال إن “نخبة منغلقة حصرت إيران في موقف خطير بالتحالف مع روسيا ضد أوكرانيا”، محذرا: “التحول إلى حرب في الحرب الروسية الأوكرانية سيؤدي إلى انهيار الوضع الاقتصادي لإيران، وخلق المزيد من الاستياء العام وتحدي سلطة الحكومة لحل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.

وأشارت “الجارديان” إلى أن عديد الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين حذروا من أن إيران على شفا أزمة في علاقاتها مع أوروبا لا تقل خطورة اللحظة التي طردت فيها 13 دولة أوروبية دبلوماسيين إيرانيين بعد أن قضت محكمة ألمانية في عام 1992 بأن عملاء إيرانيين اغتالوا 3 من قادة المعارضة الكردية الإيرانية في مطعم برلين.

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هذه التحذيرات المشددة تعكس وجهات نظر الحرس القديم المتضائل من الدبلوماسيين الإصلاحيين، كما أنها تردد صدى معركة حية داخل الحكومة حول الاستراتيجية والسياسة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى