من الصحافة الإيرانية: لماذا تتردد دول الجوار في التعامل والتعاون مع إيران؟

قال ابراهيم رحيم بور إن إحدى طرق تحقيق الأمن والارتباط وإشراك المصالح هي القيام بسلسلة من الأعمال الاقتصادية والصناعية والاستثمار في العلاقات العابرة والثقافية مع دول الجوار.

ميدل ايست نيوز: قال ابراهيم رحيم بور، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق إن إحدى طرق تحقيق الأمن والارتباط وإشراك المصالح هي القيام بسلسلة من الأعمال الاقتصادية والصناعية والاستثمار في العلاقات العابرة والثقافية مع دول الجوار.

وخلال مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، قال ابراهيم رحيم بور رداً على سؤال عن زيادة حدة التوترات بين إيران وجيرانها، وعن السياسة التي يجب أن يتبانها أصحاب القرار في التعامل مع هذه المؤامرات: “لفترة معينة واجهنا بعض المشاكل في العمل مع جيراننا والمنطقة، يحدث هذا من زمن بعيد. الدول الجارة مهمة لنا، إذ يمكن أن تكون مفيدة وضارة في نفس الوقت، لذلك يتوجب أن نبذل مجهوداً أكبر في هذا الصدد.”

وأضاف: “إيران هي واحدة من الدول القليلة التي لديها عدد كبير من الجيران سواء بحرية أو برية. لدينا 15 دولة جارة ومن هذا العدد 7 منهم برية و 8 بحرية، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الدول الأخرى، بالرغم من كونها ليست جارة ولا تمتلك حدوداً معنا، إلا أنها وبسبب الارتباطات التاريخية والثقافية والعلاقات عبر العصور ليست بأقل من جارة، مثل الهند ودول آسيا الوسطى وجورجيا وسورية. وبالنظر إلى هذه البلدان، فإن عدد جيران إيران يصل إلى أكثر من 20 دولة. من هذا المنطلق، يجب قياس علاقاتنا الاقتصادية مع هذه البلدان العشرين في العالم.”

وأفاد رحيم بور: “بقدر ما لدي من اطلاع على الإحصائيات السابقة، والتي تغيرت عدة مرات، لا أعتقد أن هذه البلدان العشرين قد استحوذت على أكثر من 40% من علاقاتنا الاقتصادية، حيث تعتبر الإمارات من أهم هذه الدول. ومن وجهة النظر هذه، فإن إحدى طرق تحقيق الأمن والارتباط وبعبارة أخرى إشراك المصالح هي القيام بسلسلة من الأعمال الاقتصادية والأعمال الصناعية والاستثمار في العلاقات العابرة والثقافية.”

وتابع: “لم نكن نشطين في هذه المجالات ولم نعمل كما ينبغي. وفي الدول العشرين التي ذكرتها، ومن بينها دول غنية، ليس لدى أي منها رغبة كبيرة في الاستثمار في إيران، والسبب واضح كما اعتقد”.

وأوضح النائب السابق لوزير الخارجية في حكومة روحاني: “إننا غافلون عن أهمية هذه المسألة، وقد أوجدنا صراعاً مع القوى الكبرى في العالم، وعلى وجه التحديد أمريكا والغرب وإسرائيل وفي عمق المنطقة اي السعودية. فهذه البلدان العشرين التي يجب أن تكون لدينا علاقة جيدة معها تتأثر بهذه القوى الكبرى التي نطلق عليها اليوم اسم الخصم أو العدو، ولديها اعتبارات ولا تتخذ قرارات مستقلة. هذه هي القضايا الحقيقية التي نركز عليها عادة، ونتجاهل التركيز على أنفسنا، ومدى سوء ما فعلناه وما نقوم به.”

التطورات الإيرانية السعودية.. هل تعود الرياض لطاولة الحوار؟

ومضى يقول: “يتراكم سلوكنا السيئ والسلوك الجيد للمنافسين أو الأعداء في عملية ما بمرور الوقت، وفي المكان الذي يشعرون فيه أننا في ورطة وضعف، يزيدون هجماتهم وضغوطاتهم، وكما نرى الآن، فإن البلاد تعيش في ذروة هذه الهجمات.”

وأضاف: “على سبيل المثال، فإن انعقاد اجتماع ثلاثي لسوريا وتركيا وروسيا بدون أي حضور لإيران يحمل في طياته معاني عميقة. نحن لا نولي اهتماما خاصا لجيراننا ولا نحل مشاكلنا الدولية. لماذا علقنا الاتفاق النووي ومجموعة العمل المالي بهذه الطريقة؟ لهذا السبب، لن تكون روسيا والصين على استعداد للقيام بعمل جاد معنا بدون العودة إلى هذه المسائل.”

ورأى رحيم بور في نهاية حديثه أن الإقدامات الإيرانية الأخيرة لا تتوافق مع الدبلوماسية والصيغ المعترف بها دولياً، وقال: “إن وقوع هجوم بدافع شخصي على سفارة أذربيجان والذي تبعه إخلاء ومغادرة لكامل موظفي السفارة هو أمر طبيعي يحدث في معظم البلدان، لكن وبالرجوع قليلاً إلى الوراء، فقد قمنا عمداً بإغلاق 3 إلى 4 سفارات. وهذا يبرر المزاعم التي أتهمت إيران بالقيام بهذا الهجوم على سفارة أذربيجان.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى