ما هي أهداف زيارة مصطفى الكاظمي الأخيرة إلى طهران؟

أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق، مصطفى الكاظمي إلى العاصمة الإيرانية طهران، ولقاؤه كبار المسؤولين في البلاد الكثير من الجدل مع تكهنات عديدة حول سببها.

ميدل ايست نيوز: أثارت زيارة رئيس الوزراء العراقي السابق، مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، ولقاؤه كبار المسؤولين في البلاد، بالتزامن مع تسريبات حول زيارة مماثلة أجراها الرئيس العراقي السابق برهم صالح، الكثير من الجدل مع تكهنات عديدة حول سببها، خصوصاً أنها جاءت قبيل توجه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بغداد.

وتقاطعت الكثير من المعلومات حول زيارة الكاظمي إلى طهران، واستقباله بشكل رسمي من قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، إلى جانب وزير الخارجية، الذي ظهر في صور نقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية في اجتماع مع الكاظمي إلى جانب العلم العراقي، في إشارة اعتُبر أنها تأكيد آخر على رسمية الزيارة.

وأصدر الكاظمي عقب الزيارة بياناً قال فيه: “قمنا بزيارة لإيران استمرت أياماً عدّة تبادلنا خلالها وجهات النظر مع كُلّ من رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من المسؤولين”.

وأضاف الكاظمي: “ناقشنا خلال اللقاءات قضايا الأمن والاستقرار والتكامل بين دول المنطقة مما يصبّ في مصلحة شعبنا العراقي وشعوب المنطقة، وتقريب وجهات النظر بين الإخوة والأصدقاء، بناءً على مبدأ التعاون والشراكة الذي نؤمن به ونعمل لأجله، ولأجل مستقبل على قدر الآمال والتطلعات”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وتحدث مسؤولان عراقيان بارزان في بغداد، لموقع “العربي الجديد“، عن الزيارة. وقال أحدهما، وهو يعمل في وزارة الخارجية، إنها كانت ضمن ملف الوساطة بين طهران والرياض، والتي أسّس لها الكاظمي عندما تولى رئاسة الحكومة العراقية عام 2020. وأضاف المسؤول ذاته أن “الكاظمي بصفته وسيطاً، نقل رسائل جديدة بين الإيرانيين والسعوديين، يمكن اعتبارها إيجابية وتُبشّر بحصول تقدم كبير خلال الفترة الماضية على مستوى العلاقات بين البلدين”.

وأكد المصدر أن الكاظمي “عاد بشكل رسمي إلى أداء دور وسيط ضمن الجهود العراقية، وحكومة محمد شيّاع السوداني وافقت على ذلك، لوجود رغبة سعودية إيرانية في استمرار الكاظمي بدوره السابق في ملف الوساطة”.

من جهته، رجّح المسؤول الآخر إمكانية استضافة بغداد لقاءً رسمياً بين السعودية وإيران في وقت قريب، على أثر ما وصفه “رسائل إيجابية تمّ نقلها للطرفين خلال الفترة الماضية”. وبيّن المسؤول لـ”العربي الجديد”، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أبدى تجاوباً خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد في هذا الصدد، وأن السعوديين نقلوا رسائل مماثلة خلال وجود الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في بغداد مطلع شهر فبراير/شباط الحالي”.

ولفت المسؤول إلى أن “لقاء رئيس الجمهورية السابق برهم صالح مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل أيام كان لإطلاعه على نتائج الحوار الذي قاده هو والكاظمي في إيران وتمّ الاتفاق على أن يكون الجهد موحداً في هذا المجال”.

في السياق ذاته، قال مقرّر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عامر الفايز، لـ”العربي الجديد”، إن “توقيت الزيارة الأخيرة للكاظمي ولبرهم صالح والتقدم الحاصل في سير الوساطة العراقية، تمّ بعد حصول قناعة لدى الرياض وطهران أنه لا بد من إنهاء الصراع الدائر في المنطقة، وهو بطبيعة الحال أمرٌ سيصب بمصلحة العراق”.

ولفت الفايز إلى أن “جانباً مهماً من الفوضى السياسية العراقية والصراعات الداخلية، سببها المباشر صراعات إقليمية وتضارب مصالح دول داخل العراق عبر أذرعها الحزبية والسياسية”. ورأى أنه “إذا استطاعت الحكومة العراقية تقريب وجهات في ما بين الدول المتخاصمة، فذلك سينعكس إيجاباً على الداخل، وبالتالي تقتنع تلك الدول بأنه ليس من مصلحتها أن يكون هناك صراع عراقي داخلي يضر بمصالحها”، وفقاً لقوله.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى