ما الحقائق التي كشفها الشتاء القارس خلال العام الإيراني الماضي؟

لا يخفى على أحد أن الشتاء الماضي في إيران كان مختلفًا عن الأعوام السابقة، إذ عاد الإيرانيون مجدداً لتذوق طعم الشتاء الحقيقي وخاصة في المدن الكبرى.

ميدل ايست نيوز: لا يخفى على أحد أن الشتاء الماضي في إيران كان مختلفًا عن الأعوام السابقة، إذ عاد الإيرانيون مجدداً لتذوق طعم الشتاء الحقيقي وخاصة في المدن الكبرى، لكن دعونا لا ننسى أن هذا الشتاء كشف حقيقة صادمة لم تكن البلاد تشهدها خلال السنوات القليلة الماضية، وهي العجز الكبير الذي يعاني منه قطاع الغاز الإيراني وإذا لم يتم العثور على حل لذلك، فإن الشتاء القادم سيكون الأكثر قساوة بالنسبة للإيرانيين وقطاع الصناعة.

وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، عندما بدأت نسمات برد الشتاء القارس تهب على البلاد في نهاية عام 2022، عقدت هيئة الطاقة بالبرلمان، باعتبارها أحد مراكز صنع القرار الأكثر نفوذاً في قطاع الطاقة في إيران، اجتماعات لمراجعة الإجراءات المخطط لها لتزويد محطات توليد الكهرباء في البلاد بوقود الشتاء وإمداد المنازل بالغاز، وكانت حصيلة هذه الاجتماعات بمثابة تقرير صادم عن حالة عجز الغاز في البلاد.

وبحسب هذا التقرير، فإنه في شهر أكتوبر من العام الماضي وعشية موسم البرد، أدى من ناحية وجود مصادر وفيرة للغاز الطبيعي وتطوره، إلى زيادة إمدادات الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة بمعدل 7٪ سنويًا في العقدين الماضيين، ولكن من ناحية أخرى، لم يتم التخطيط السليم للحد من الارتفاع الجامح للطلب والاستهلاك من الغاز الطبيعي في أجزاء مختلفة من البلاد.

هذا، ولم يجدي هذا الاجتماع في قاعة البرلمان الإيراني نفعاً ولم يكن نداً قوياً لشتاء العام الماضي، فقد برز الوجه المظلم لقطاع الغاز الذي كان يعاني من عجز كبير، وإلى جانب هذا فقد كان للمسؤولين في الحكومة دور في هذه الأزمة من خلال تقصيرهم الواضح وعدم إدارتهم الجيدة خلال السنوات الماضية في مجال تحسين استهلاك الطاقة، وتجلى ذلك في استهلاك المازوت في بعض محطات توليد الكهرباء في البلاد والتلوث الذي اجتاح المدن الكبرى في موسم البرد، إلى حرق فضلات الحيوانات في بعض القرى المحرومة بعد انقطاع الغاز، ومطالب أصحاب الشركات الصناعية المتكررة بعد انقطاع الغاز والكهرباء وتوقف عجلة الصناعة. ذكريات مريرة للغاية تركها شتاء 2022 في أذهان الأوساط الإيرانية.

وأشار النائب في البرلمان الإيراني مصطفى نخعي إلى أن هناك العديد من القوانين في الدولة لتحسين استهلاك الطاقة، والتي تدخل في حلقة “مفرغة” من الزيادة اليومية في الاستهلاك والجهود المبذولة لزيادة الإنتاج المهمل.

وأكد هذا العضو في لجنة الطاقة بالبرلمان أن التحسين الأمثل لاستهلاك الطاقة في الدولة ليس له وصي محدد، واعتبر آلية التحسين مسألة متعددة القطاعات ومشتركة بين الوزارات وتطرق إلى موضوع إهدار جزء كبير من الطاقة في وحدات إنتاج الطاقة، أي المصافي النفطية ومحطات الكهرباء.

وعلى ما يبدو، فإن ممثلي المجلس الإسلامي وخاصة أعضاء لجنة الطاقة بالبرلمان على دراية بحالة عجز الغاز في البلاد وضرورة تحسين استهلاك الطاقة، وقد أدركوا أن مجرد الاستثمار في تطوير إنتاج الغاز لم يعد كافياً وينبغي اتخاذ تدابير أكثر جدية لتحسين استهلاك الطاقة على المستوى القطري. حيث قدموا في مشروع قانون موازنة 2023، موارد لهذه المسألة المهمة من خلال إنشاء صندوق تحسين استهلاك الطاقة في البلاد.

وبالنظر لتجارب العام الماضي، هناك سؤال آخر يطرح نفسه، هو كيف تقوم البلدان الأخرى بتزويد احتياجاتها من الغاز خلال فصول الشتاء القاسية؟ فمن الحلول التي استثمرت فيها عدة دول منذ سنوات، بالإضافة إلى آلية تحسين معدل استهلاك الطاقة، مسألة تخزين الغاز في المواسم الحارة لاستخدامه في المواسم الباردة. قضية تم إهمالها في إيران إلى جانب تحسين استهلاك الطاقة.

مسؤول إيراني: 450 مليون متر مكعب عجز الغاز في إيران بحلول عام 2031

وإيماناً منه بوجود إهمال في مسألة تخزين الغاز خلال السنوات الماضية في البلاد، أكد النائب في البرلمان الإيراني مالك شريعتي: “أنه للأسف جرت محاولات عدة لتصفية شركة تخزين الغاز في عهود مختلفة، وقد حدث ذلك أثناء حكومة روحاني، إلا أن الحكومة الحالية لديها وجهة نظر مختلفة في مجال تخزين الغاز.”

وقال أيضأً “إن جميع الدول التي تستهلك الغاز الطبيعي في العالم استهدفت نسبة كبيرة من احتياجاتها تصل أحيانًا إلى 20٪ للاستثمار في تخزين الغاز الطبيعي، إلا أن نسبة تخزين الغاز في بلادنا منخفضة للغاية.”

من جانبه يرى رمضان علي سنجدويني، أحد الأعضاء الآخرين في هيئة الطاقة بمجلس الشورى الإيراني، أنه على الرغم من حقيقة أن إيران هي ثاني منتج للغاز في العالم، إلا أننا متأخرون في مجال تخزين الغاز مقارنة بدول أخرى في العالم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى