اجتماعات أمنية وسياسية مغلقة في بغداد: تجنيب العراق الحرب
شهدت العاصمة بغداد، مساء أمس الأربعاء، سلسلة من الاجتماعات السياسية والحكومية مع قيادات عسكرية وأمنية ركزت على مسألة التطورات بالمنطقة وأهمية تجنيب العراق أي حرب أو عدوان إسرائيلي.
ميدل ايست نيوز: شهدت العاصمة بغداد، مساء أمس الأربعاء، سلسلة من الاجتماعات السياسية والحكومية مع قيادات عسكرية وأمنية ركزت على مسألة التطورات بالمنطقة وأهمية تجنيب العراق أي حرب أو عدوان إسرائيلي.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تلقي الأخير مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال إنها بحثت مجمل الأوضاع في المنطقة.
وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، مساء الأربعاء، اجتماعا ترأسه محمد شياع السوداني، ووزراء الأمن والدفاع والأمن القومي ورئيس أركان الجيش وجهاز الأمن الوطني وقيادات عسكرية مختلفة، واستمر عدة ساعات.
وعقب الاجتماع، ذكر الناطق العسكري باسم الحكومة، اللواء يحيى رسول، في بيان أنه “جرى خلال الاجتماع، بحث مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد، والنظر في الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال”.
وأضاف أن “ما جرى تداوله من أخبار تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هو إلا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبرراً للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه، وأن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها، انطلاقاً من سياساته العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة”.
كما عقد أيضا ائتلاف “إدارة الدولة” الحاكم في البلاد، وتشارك فيه كل الأحزاب العراقية المشاركة في السلطة، اجتماعاً مساء الأربعاء بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب الجديد محمود المشهداني. وذكر بيان للائتلاف أن “المجتمعين بحثوا أهم القضايا والتطورات في العراق والمنطقة”، وأكدوا “الموقف المبدئي للعراق في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد العدوان الصهيوني، واستنكار جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان المحتل بحق المواطنين العزّل”.
كما جرى تفنيد “ما يشاع باتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لتنفيذ هجمات، باعتبارها مبررات واهية لتسويغ الاعتداء على أرض العراق وسيادته، وكذلك جرى تأكيد العمل المشترك وتقديم المصلحة العليا للبلاد، وإبعاد أراضي العراق عن أجواء الحرب، التي يسعى الكيان المحتل إلى توسعتها وجرّ المنطقة إليها بهدف زعزعة الأمن والاستقرار”، وفق البيان.
في السياق، قال القيادي في تحالف “الإطار التنسيقي” عامر الفايز، إن “الموقف العراقي حكومة وشعباً وكتلاً سياسية، من القضية الفلسطينية والحرب الوحشية التي يقودها الكيان الإسرائيلي، ثابت ولن يتغير، لكن الحديث السياسي والأمني بخصوص إبعاد العراق عن الحرب، لأننا لا نريد أن يتحول العراق إلى ساحة حرب”.
وبين الفايز أن “القوى السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، لن ترضى بأن يتم استخدام الأراضي العراقية لجر بلادنا إلى الحرب”.
وأكمل الفايز أن “العراق لا يريد أن ينساق في أي حرب، ويقف ضدها ويساند المتضررين منها، وبكل الأحوال فإن الاجتماعات الأخيرة تهدف إلى الدفع باتجاه انتهاء الحرب والتصعيد الوحشي ضد المدنيين في غزة والمناطق اللبنانية، وعدم تأييد أي تصعيد من أي جهة”، مشيراً إلى أن “جميع القوى السياسية تؤيد هذا التوجه”.
وجاءت الاجتماعات العراقية بعد تأكيدات نشرتها الصحافة الأميركية والعبرية، والتهديدات الإسرائيلية بضرب العراق في حال جرى استخدام أراضيه لأي هجمات باتجاه الأراضي المحتلة، وقد أكد هذه المعلومات عدد من مستشاري رئيس الحكومة العراقية، بالإضافة إلى أعضاء في مجلس النواب.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي، أمس الأول الثلاثاء، أن الولايات المتحدة حذرت الحكومة العراقية من ضربة إسرائيلية ما لم تمنع هجوماً إيرانياً محتملاً على إسرائيل. ونقل الموقع عن مسؤوليْن أميركييْن أن “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع هجوماً إيرانياً من أراضيها، فقد تواجه هجوما إسرائيليا على أراضيها”.
وقال المسؤولان إن “مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ضغطا على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لوقف هجمات الفصائل المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق وسورية وهجماتها ضد إسرائيل، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة”.
ونقل مسؤول أميركي عن رسالة إدارة بايدن إلى رئيس الوزراء العراقي: “إذا لم تفعل، فلن نتمكن من منع إسرائيل من ضرب العراق”.
كما أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر وتوت، أن العراق تلقى المزيد من المعلومات والمؤشرات بشأن نية الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عدوان على البلاد، في وقت جددت الفصائل العراقية المتحالفة تحت عنوان “المقاومة الإسلامية” موقفها الرافض لوقف عملياتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، والتي تنفذها بواسطة الطائرات المسيّرة والصواريخ.
من جانبه، أشار الخبير الأمني أحمد الشريفي إلى أن “هناك فرقا بين التصعيد والعمليات الخاصة وفق المفهوم العسكري، وبين الحرب، لأن الأخيرة تمثل أبعاداً وأدوات مفتوحة”، موضحاً أن “مفهوم الحرب يكمن عبر اتخاذ الدول هذا القرار وإدارة الجيوش، ولن يستبعد شبح الحرب عن الشرق الأوسط بشكلٍ عام، ومع فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تنتهي الحروب، لكن ستبقى العمليات الخاصة قائمة، لأن ترامب حمل شعار تثبيت الاستقرار وإنهاء الحروب وفق مفهوم القوة”.
وتستهدف ما يُعرف بـ”فصائل المقاومة الإسلامية” مناطق الأراضي الفلسطينية المحتلة بطائرات مسيّرة تطلق من العراق. والشهر الماضي، قتلت طائرة مسيّرة استهدفت لواء غولاني شمالي الكيان الإسرائيلي جنديين إسرائيليين وأصابت نحو 23 آخرين.