العراق.. طائرات بلا طيار وهجمات بلا توقيع: المسيّرات تربك الحسابات وتفتح أبواب الأسئلة

منذ إعلان انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل في أواخر حزيران يونيو الماضي، يشهد العراق وتحديدا إقليم كردستان تصاعدا في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة.

ميدل ايست نيوز: مع توسع دائرة الاستهداف للطائرات المسيرة مجهولة المصدر، لتشمل الأهداف الاقتصادية في إقليم كردستان، آخرها حقلي نفط خورماله في أربيل وسرسنك في دهوك، تعتزم لجنتا الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية، في البرلمان، عقد اجتماع طارئ، لمناقشة تطورات الأوضاع الخارجية والأمنية التي يشهدها العراق، فيما تم تشكيل لجنة مركزية للتحقيق في هجمات المسيرات المجهولة.

وأدانت رئاسة الجمهورية، اليوم الثلاثاء، استهداف حقلي نفط خورماله وسرسنك، مطالبة بكشف الجهات المتورطة.

وذكرت الرئاسة في بيان، تلقته “العالم الجديد”، أن “رئاسة الجمهورية تدين استهداف حقلي نفط خورماله في أربيل وسرسنك في دهوك ومناطق أخرى”. وأضافت أن “تكرار هذه الاعتداءات السافرة تهدد الأمن والاستقرار في البلاد، وتضعف من مقومات الاقتصاد وتمثل استهدافا للمصالح العامة للدولة وتهديد لأمن المواطن”، مشددا على أن “هذا الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهود لحماية منشآتنا الاقتصادية وتوفير البيئة المناسبة لعمل الشركات الاستثمارية في البلاد”.

ودعت رئاسة الجمهورية “الجهات الأمنية المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والعاجلة لكشف الجناة ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات الإرهابية التي تهدد اقتصاد العراق وأمن وسلامة مواطنيه”.

من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية، مختار الموسوي، في حديث تابعته “العالم الجديد”، اليوم الثلاثاء، إن “العراق يمر بمرحلة حساسة على صعيد علاقاته الخارجية، وسط ضعف في تحرك الحكومة لمعالجة الملفات الدبلوماسية، وغياب السيطرة على الطائرات المسيرة التي تنتهك السيادة العراقية”.

وأشار الموسوي إلى أن “بعض الدول باتت تتخوف من دخول السوق العراقية نتيجة غياب البيئة الآمنة للاستثمار، وانعدام المؤشرات الجادة من الحكومة لمعالجة الثغرات السياسية والأمنية”، مؤكدا أن “ضعف الأداء الدبلوماسي أدى إلى قلة فرص الاستثمار وتراجع علاقات العراق مع محيطه”.

ولفت إلى أن “مؤشرات عديدة تدل على وجود مؤامرات خارجية تستهدف أمن وسيادة البلاد، ما يتطلب تحركا عاجلا من جميع اللجان النيابية المعنية، وخصوصا لجنتي العلاقات الخارجية والأمن والدفاع، للخروج برؤية موحدة وإجراءات واضحة”.

وأكد الموسوي أن “الاجتماع الطارئ بين اللجنتين سيتناول هذه التحديات بالتفصيل، من أجل رفع توصيات عاجلة إلى الحكومة لاحتواء الأزمة وتعزيز موقف العراق إقليميا ودوليا”.

ومنذ إعلان انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل في أواخر حزيران يونيو الماضي، يشهد العراق وتحديدا إقليم كردستان تصاعدا في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة.

وبدأت الهجمات، عندما أعلن قائد عمليات بغداد، في 24 حزيران يونيو الماضي، أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، نفذت هجوما استهدف أحد المواقع داخل معسكر التاجي، شمالي العاصمة بغداد، دون أن تُعرف الجهة المنفذة حتى الآن، كما تعرض مطار أربيل الدولي لمحاولة هجمات متكررة بطائرات مسيرة مفخخة.

بدوره، قال عضو لجنة الأمن النيابية، ياسر إسكندر وتوت، في تصريح تابعته “العالم الجديد، اليوم الثلاثاء، إن”الأمن والاستقرار يمثلان مصلحة وطنية عليا، وكل الجهود يجب أن تُسخر لمنع أي خروقات داخل البلاد”.

وأضاف، أن “لجنة مركزية تم تشكيلها مؤخرا للتحقيق في ملف المسيرات المجهولة، التي ضربت عدة مناطق في البلاد خلال الفترة الماضية، وهناك جهود استخبارية استثنائية تُبذل لتتبع مسارات تلك المسيرات والتفاعل المباشر مع أي معلومات استخبارية تصل”.

وأشار إلى أن “اللجنة باشرت أعمالها فعليا، في إطار حماية الأجواء والمواقع من الاستهداف، وأن التحقيقات الجارية ستكشف هوية الجهات التي تقف وراء تلك الهجمات، ليتم التعامل معها وفق السياقات القانونية”.

وأكد وتوت أن “الأمن والاستقرار مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع المؤسسات الأمنية، ويجب اتخاذ كل الإجراءات الرادعة بحق من يحاول زعزعة الأمن الداخلي”.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد العراق، لا سيما إقليم كردستان، هجمات عدة بمسيرات وصواريخ لم تحدد السلطات الجهات التي تقف خلفها، آخرها استهداف حقلي خورماله وسرسنك، حيث أدى إلى تعليق العمليات في الأخير، حسبما أعلنت الشركة الأمريكية المشغلة له.

وقالت وزارة الموارد الطبيعية في كردستان، اليوم الثلاثاء، إن هجوما بطائرة مسيّرة استهدف حقل سرسنك النفطي في قضاء شمانكي بمحافظة دهوك، فيما أدانت بشدة هذه الأعمال الإرهابية ضدّ البنية التحتية الاقتصادية الحيوية للإقليم.

وكانت قيادة العمليات المشتركة، أفادت أمس الاثنين، بتعرض حقل خورماله النفطي في قضاء مخمور غرب محافظة أربيل لاستهداف بطائرتين مسيرتين مجهولتي المصدر، دون تسجيل خسائر بشرية، واقتصرت الأضرار على الجوانب المادية”، مبينة أن “التنسيق جارٍ مع القوات الأمنية والاستخبارية في إقليم كردستان للتحقق من ملابسات هذا الاعتداء”.

ويشهد العراق استقرارا أمنيا نسبيا بعد نزاعات وحروب استمرت أربعة عقود، فيما تأتي الهجمات الأخيرة في وقت تشتد فيه الخلافات بين بغداد وأربيل بشأن صادرات نفط كردستان العراق التي توقفت عبر ميناء جيهان التركي، منذ أغلقت تركيا خط الأنابيب في 2023، بسبب نزاعات قانونية ومشكلات فنية.

وكان رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، حذر في وقت سابق، من تداعيات لا “تحمد عقباها إذا ما انسحب الأخوة الكرد من العملية السياسية”، مشيرا إلى إمكانية حل أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان بسهولة وفي غضون دقائق معدودة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى