كسر حاجز الصمت عن ظاهرة التحرش الجنسي في إيران
أفصح المتعرضون للتحرشات الجنسية في إيران عن تجربتهم حول تعرضهم للتحرش الجنسي بعد أن نشر موقع تقريرا حول تعرض المراسلات للتحرش الجنسي.

ميدل ايست نيوز: نشر موقع تحت عنوان “راوی آنلاين” في منتصف شهر آب/أغسطس وتزامناً مع یوم المراسل تقريراً عن مقابلات مع عدة مراسلات تعرضن لتحرش جنسي من قبل السلطات السياسية في إيران أو رؤسائهن.
أدی نشر هذا التقرير إلی تشجيع نساء أخر للإفصاح عن تعرضهن للتحرش الجنسي ومع مرور الزمن اتسع نطاق هذه الحملة حيث قامت الطالبة التي کانت تشارك في صفوف لتعزيز مستواها لامتحان دخول الجامعة بالإفصاح عن تعرضها للتحرش الجنسي من قبل معلمها وكذلك الأمر بالنسبة لطلاب جامعيين.
بعد ذلك وصل الأمر إلی فنانيين في مجال الكتابة، الرسم ومخرجي الأفلام الذين کانوا قد قاموا بإيذاء طلابهم جنسياً.
قبل ذلك تم طرح هذا الأمر في إيران مجملاً ولكن لم يکن لدی المتعرضين للتحرش الجنسي الجرأة علی بيان هذا الأمر ویرجع السبب إلی وجود نظرة سلبية لهؤلاء ما يسبب بإخفاء تعرضهم للتحرش الجنسي؛ الأمر الذي يتيح للمعتدي عليهم فرصة التحرش مرة أخری.
جدير بالذکر أن معظم الحالات التي تطرح في مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان الاعتداء الجنسي إذا أردنا أن ننظر إليها من منظر العلم و القانون، تندرج في الواقع في مجال العنف والإيذاء الجنسي.
التحرش الجنسي في علم النفس ينقسم إلی ثلاثة أقسام وهي العنف الجنسي (النظرة الجنسية، الإيذاء اللفظي، التمييز المهني، الإساءة الجنسية، السخرية الجنسية، التعليق علی ظاهر الأشخاص والتهديد بالممارسة الجنسية و….) والإيذاء الجنسي (الاحتکاک أو اللمس غیر المقصود، طلب الممارسة الجنسية و الإلمام عليها والتحقير الجنسي) والاعتداء الجنسي ( کل ممارسة جنسية، الإجبار و الهجوم علی البيئة الخاصة للأشخاص).
إن هناک حالة واحدة من بين الحالات المذکورة، حدث فيها الاعتداء الجنسي؛ حیث قام الناشط في مجال السياحة “کیوان امام وردي” بإشراب الفتيات الخمر وإغمائهن ثم الاعتداء علیهن جنسياً.
إن سلسلة هذه الاعتداءات المتواصلة خلّفت عدة ضحايا وهي الحالة الوحيدة التي أثبتت عن طريق مستندات ووثائق بحيث تم القبض علی المعتدي والملف قيد التحقيق.
أما بالنسبة لسائر الحالات المطروحة لتعرض المراسلات للتحرش الجنسي من قبل السلطات و الرؤساء فهي اتجهت بسرعة نحو الفنانين والآن إن غالبية هذه الحملات ترکزت علی الفنانين من ضمنهم “آیدین آغداشلو” الذي کذب الاتهامات الموجهة إليه و “حسین بناهي”.
في هذا السياق، أشير في التقرير أن معظم الحالات المطروحة في الفقرات السابقة تندرج تحت عنوان العنف والإيذاء الجنسي وإضافة علی هذا فإن بعض الحسابات التي تقوم بالإفصاح عن هذه التحرشات مجهولة ولا يمکن الاستناد إلیها.
التحرش الجنسي واقع في إيران وکل أنحاء العالم لکنه في إيران الضحية عادة ترجح الصمت علی الإفصاح في حین أن الإفصاح يتیح فرصة للآخرين لإظهار تعرضهم للتحرش مهما مر به الزمن.
حسب ما ورد في التقرير إن هناک عدة أشخاص يسعون تعظيم الأمر خلافا للواقع ولو ننظر إلی بعض الحسابات المضللة والمجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي سنری الواقع طبعاً.
يجب ألا ننسى أن المواجهة مع الادعاءات الکثيرة حول التعرض للتحرش الجنسي في مجتمع ساد عليه الصمت والکبت لسنوات عديدة أمر طبيعي لکن تحديد الادعاء من الواقع صعب ویتطلب الحکم عليها إلی مستندات ووثائق وعلينا ألا نواكب الحملات السائدة علی شبکات التواصل الاجتماعي.