هل تركيا بصدد استبدال الغاز الإيراني بالأذربيجاني؟
قال وزير الطاقة الأذربيجاني إن أذربيجان تخطط لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى تركيا المجاورة هذا العام بنحو 19٪ إلى 10 مليارات متر مكعب من 8.4 مليار متر مكعب تم تسليمها العام الماضي.
ميدل ايست نيوز: قال وزير الطاقة الأذربيجاني إن أذربيجان تخطط لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي إلى تركيا المجاورة هذا العام بنحو 19٪ إلى 10 مليارات متر مكعب من 8.4 مليار متر مكعب تم تسليمها العام الماضي، حسب ما أفادت وكالة “رويترز“.
يتم توفير الغاز من أذربيجان إلى تركيا عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (TANAP). تخطط البلدان لزيادة قدرة الطريق إلى حوالي 32 مليار متر مكعب سنويًا في السنوات الأربع المقبلة باستثمارات إضافية.
وفي ديسمبر، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن صادرات بلاده من الغاز إلى أوروبا سترتفع “على الأقل” إلى 11.6 مليار متر مكعب في عام 2023 من 11.3 مليار متر مكعب في عام 2022.
ودخل مشروع إيراني بالغ الأهمية لإنتاج الغاز الطبيعي في حقل “بارس الجنوبي” مرحلة حرجة، بفعل العقوبات الغربية على روسيا، التي كبلت تحركات طهران للاستعانة بموسكو في تطوير منظومة الطاقة المتهالكة، ما يضع الحكومة الإيرانية في مأزق كبير على الصعيد الخارجي، لا سيما مع تراجع الصادرات التي تضع مستوردين على رأسهم تركيا والعراق في ورطة، وأيضاً على الصعيد الداخلي في ظل تزايد الاستهلاك خلال فصل الشتاء، وسط قلق متزايد من انقطاع الإمدادات.
کیف تأخرت إيران في إنتاج الغاز من المرحلة المخصصة للتصدير بحقل مشترك مع قطر؟
وفي الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري، جرى الإعلان عن خلل تقني تسبب في انخفاض صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا، وهو ما يضع أنقرة أمام معضلة، إذ خفضت طهران صادراتها إلى أنقرة بنسبة 70%، وذلك قبيل وصول الطلب إلى ذروته في فصل الشتاء، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
وتُعد إيران ثاني أكبر مورد للطاقة إلى تركيا بعد روسيا، حيث وصلت شحنات الغاز الإيرانية إلى نحو 9.4 مليارات متر مكعب في عام 2021، وفق بيانات صادرة عن هيئة تنظيم الطاقة التركية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الإمدادات الإيرانية لتركيا إلى خلل، وإنما سبق أن أقدمت طهران في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، 2022، على قطع صادراتها من الغاز إلى أنقرة لنحو أسبوعين بدعوى حدوث تسرب، ما أجبر تركيا على تقليص إمدادات الطاقة لقطاع الصناعة الحيوي لديها.
كما اعلنت وزارة الكهرباء العراقية في بيان قبل أسبوع توقف إمدادات الغاز المورد بشكل كامل ولمدة 12 يوماً عن محطات الإنتاج لأغراض الصيانة لأنابيب نقل الغاز بحسب الجانب الإيراني، مما تسبب بخسارة حوالي 7500 ميكا واط من المنظومة في بغداد والمناطق الوسطى والفرات الاوسط، الامر الذي أدى الى تحديد احمال الانتاج بشكل كبير من الطاقة، وبالتالي ثأثيره على ساعات تجهيز الكهرباء”.
وبينت أن “توقف إمدادات الغاز المورد لأغراض الصيانة بدأت منذ صباح الخميس الموافق 26 كانون الثاني 2023″، داعية المواطنين إلى “تفهم ذلك والتعاون بترشيد الاستهلاك لعبور هذه الازمة”.
هذه الاسباب وغيرها، ربما هي مادفعت الحكومة الحالية لتوجهها الذي عبر عنه وزير الكهرباء زياد علي فاضل بكل وضوح عندما قال خلال افتتاح معرض العراق للطاقة بدورته الثامنة إن “هناك توجهاً واضحاً نحو الطاقات النظيفة”، موضحاً: “إننا نحتاج إلى تقليل كلف إنتاج الطاقة من خلال تقليل استخدام الوقود وهذا ما نعتمد عليه في المرحلة القادمة بتنفيذ مشاريع الطاقات الشمسية”.
وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي غاز مؤكد في العالم، وظلت احتياطيات البلاد في 2021 دون تغيير مقارنة بالعام السابق عند مستوى 98.33 تريليون متر مكعب، بينما نما إجمالي إنتاج الغاز في العام قبل الماضي بنسبة 8.5% مقارنة بالعام السابق عليه.
وأنتجت إيران في 2020 ما مجموعه 250 مليار متر مكعب من الغاز، جرى استهلاك 233 مليار متر مكعب منه في الداخل. وبحسب بيانات صادرة عن شركة بريتيش بتروليوم، فقد أنتجت إيران في 2021 نحو 256 مليار متر مكعب، بمعدل 701 مليون متر مكعب يومياً، ما يشير إلى محدودية زيادة الإنتاج التي بلغت 2.4%.