تقریر: ارتفاع نسبة التسرب من المدارس في إيران ینذر بأخطار مستقبلية

ميدل ايست نيوز: بحسب المعلومات التي نشرها مركز الإحصاء الإيراني، فقد ارتفعت في العام الدراسي 2022-2023 نسبة التسرب بين طلاب المدارس في شتى المراحل التعليمية. وفي العام المذكور بلغت نسبة التسرب من المرحلة الابتدائية 1.2%، وهو ما يمثل زيادة قدرها 0.25% مقارنة بالعام الدراسي 2021-2022.

وكتبت دنياي اقتصاد في تقرير لها، أن نسبة التسرب الدراسي بين الذكور في المرحلة الابتدائية في عام 2023 بلغت 1.21%، وبين الإناث 1.19%. ويرى العديد من الخبراء أن زيادة معدل التسرب في هذه المرحلة يمكن أن يسبب أضرارا جسيمة لا يمكن تعويضها. فمثلا: لو أوقف الطفل تحصيله العلمي في السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية، فسوف يُحرم من مهارات القراءة والكتابة إلى آخر عمره.

وتشير إحصائيات المتسربين من الطلبة الإيرانيين إلى أنه في العام الدراسي 2022-2023، تسرب أكثر من 175 ألف تلميذ من المدارس الابتدائية في مختلف أنحاء إيران.

وعلى الرغم من انخفاض عدد المتسربين من المدارس مقارنة بالعام الدراسي 2021-2022، إلا أنه لا يزال رقما مثيرا للقلق. وتبين نظرة على إحصائيات العام الماضي أن أعلى معدل للتسرب من التعليم الابتدائي ينسب للعام الدراسي 2020-2021، وهو العام الذي أغلقت فيه المدارس في إيران وانتقلت إلى الإنترنت.

وتقول التقارير أن العديد من طلبة المدارس اضطروا على الانسحاب من تحصيلهم العلمي بسبب عدم توفر الإنترنت ووسائل الاتصال اللازمة للوصول إلى التعليم الافتراضي. فقبل هذه الفترة كان عدد المتسربين من التعليم الابتدائي لا يتجاوز الـ 14 ألف طفل.

ويرى بعض الخبراء أن السبب الرئيسي للتسرب من هذا المستوى من التعليم هو المشاكل الاقتصادية للأسر الإيرانية. ففي عام 2022، وصل معدل الفقر في إيران إلى 30%.

وبعبارة أخرى، فإن حوالي ثلث سكان إيران في الوقت الحاضر غير قادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية. وفي مثل هذه الحالة، حتى لو كان التعليم مجانيا، فإن تكاليفه الجانبية تجعل بعض الأسر تتخلى عن تعليم أبنائها.

ليس هذا فحسب، فقد تزايدت في السنوات الماضية ظاهرة أطفال الشوارع وتشرد الأطفال، وعزا الخبراء ذلك إلى ارتفاع حالات التسرب من المدارس.

وفي العام الدراسي 2022-2023، بلغت نسبة التسرب في الفترة الأولى من التعليم الثانوي 5.47% بزيادة قدرها 1.1 نقطة مئوية. وفي هذا المستوى التعليمي، بلغت نسبة التسرب بين الذكور 6.5%، والإناث 4.3%. وفي العام الدراسي المذكور، بلغ عدد المتسربين من التعليم الثانوي 197 ألف و690 شخص، بزيادة قدرها 8000 شخص مقارنة بالعام الدراسي السابق.

وكانت أعلى زيادة في معدل التسرب مرتبطة بالفترة الثانية من المدرسة الثانوية. وفي العام الدراسي الماضي ارتفعت نسبة التسرب في هذه الفترة إلى 4.04% بعد أن كانت 1.72%. وفي هذا العام، بلغت نسبة التسرب بين الإناث 3.5%، وبين الذكور 4.5%.

وأدى فشل بعض الشباب في إيران في السنوات الماضية في العثور على عمل، على الرغم من حصولهم على تعليم أكاديمي، إلى اختيارهم سوق العمل بدلا من مواصلة تعليمهم.

وفي العام الدراسي 2022-2023 ارتفعت نسبة طلاب المدارس غير الحكومية إلى إجمالي عدد الطلاب ووصلت إلى 14% بزيادة قدرها 1.6% مقارنة بالعام الدراسي 2021-2022.

وهذه النسبة أعلى في المدارس الابتدائية منها في المدارس الأخرى. وفي السنوات الماضية، قرر العديد من أولياء أمور الطلاب تسجيل أطفالهم في المدارس الخاصة عن طريق دفع الرسوم الدراسية بدلاً من المدارس الحكومية. والسبب الأهم الذي يدفع أولياء الأمور للقيام بذلك هو الاختلاف الكبير في جودة التعليم في المدارس الحكومية والخاصة.

يذكر أن العقوبات الاقتصادية تسببت في انخفاض دخل الحكومة في السنوات الماضية. كما أثر انخفاض هذا الدخل على جودة التعليم الحكومي، فإذا كان لدى المواطن الإيراني القدرة على دفع تكاليف تعليم أبنائه، فإنه يفضل أن يدرس أطفاله في المدارس غير الحكومية.

إقرأ أكثر

دراسة: ارتفاع معدل التسرب المدرسي في إيران