لقاءات إيرانية–أميركية-فرنسية مكثفة مع مسؤولين لبنانيين

عقد، اليوم الجمعة، كل من مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي لقاءات مع مسؤولين لبنانيين.

ميدل ايست نيوز: تتوالى الزيارات الدولية والعربية إلى لبنان منذ لحظة وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري، في ظلّ مؤشرات توحي بالتحضير لصفقة بغطاء دولي تخرج لبنان من أزمته الاقتصادية الحادة وتسهّل عملية تشكيل الحكومة.

وعقد، اليوم الجمعة، كل من مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي لقاءات مع مسؤولين لبنانيين.

والتقى ديفيد هيل رئيس الجمهورية ميشال عون، صباح اليوم الجمعة، مؤكداً وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه بأن تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة.

وشكر هيل عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفدرالي (FBI) للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني.

وأكد هيل أن بلاده “لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، وأنها ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الإصغاء إليه والسهر على تحقيق تطلعاته”، مشدداً على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، بما يؤدي إلى فتح الباب أمام تحرير أموال مؤتمر “سيدر” والتعاون مع صندوق النقد الدولي، “وهو ما يحتاجه لبنان حالياً”.

من جهته، تحدث الرئيس اللبناني عن “صعوبات واجهت عملية مكافحة الفساد التي أطلقتها منذ تسلمي سدة الرئاسة وما سبب خلافات بيني وبين العديد من السياسيين الذين شعروا أنهم معنيّون بالفساد”.

وأكد أنّ “التحقيق مستمرّ لمعرفة ملابسات انفجار مرفأ بيروت، وأن المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محمّلة بنترات الأمونيوم إلى المرفأ وتفريغها فيه”، لافتاً الى أنّ عدداً من المسؤولين في مرفأ بيروت، سواء الحاليين أوالسابقين، هم قيد التحقيق.

وقال عون إن “الحكومة الجديدة، التي سوف تُشكل، سيكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرّره مجلس الوزراء”.

وأشار مصدر في قصر بعبدا، لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ أجواء اللقاء بين هيل والرئيس اللبناني “كانت إيجابية جداً”، كاشفاً أنّ عون “حصل على تطمينات كثيرة بخصوص وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان والشعب اللبناني، وأن الهمّ الأميركي يبقى في الإصلاح الذي على المسؤولين اللبنانيين أن يقوموا به بهدف استعادة الثقة الدولية بأن أموال المساعدات لن تذهب هدراً”.

وأكد الجانبان على مواصلة الاتصالات والمشاورات في المرحلة المقبلة، كما بحثا مسار عمل مكتب التحقيق الفدرالي وتفاصيل مهامه، التي سيبدأ بها عند وصوله إلى لبنان.

والتقى هيل، الذي وصل إلى لبنان أمس الخميس، رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، معرباً عن دعم بلاده للبنان، وجرى استعراض حجم الخسائر الناتجة عن الانفجار، قبل أن يتوجه إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وقال مصدر مقرّب من دياب، لـ”العربي الجديد”، إنّ الاجتماع تخلله بحث في مسار التحقيقات التي بدأها لبنان والتوقيفات التي طاولت عدداً من الأمنيين والتظاهرات التي شهدتها بيروت منذ وقوع الانفجار، إذ “أكد الجانب الأميركي على ضرورة سماع السلطات اللبنانية لأصوات الناس والمحتجين، الذين رغم مصائبهم الكثيرة، حلّت عليهم كارثة مرفأ بيروت لتقضي على كل شيء”.

من جهة ثانية، عُقد لقاء، اليوم الجمعة، بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، استعرض خلاله الوزيران الإمكانات التي من شأن إيران أن تقدّمها للبنان، والعروض التي ستطرح على الجهات المعنية من أجل دراستها، كما بحث الوزيران التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وفق ما أكد وهبة.

وقال ظريف في كلمة له إنّ “لبنان قادرٌ ومؤهلٌ بحكومته وشعبه لاتخاذ القرارات المصيرية”، لافتاً إلى أن إيران تقف إلى جانب قراراته الحرّة في تشكيل الحكومة، مع ضرورة عدم استغلال أي طرف خارجي أجنبي محنة الشعب اللبناني لتمرير إملاءاته عليه.

وأضاف ظريف “بحثت مع نظيري اللبناني آفاق التعاون بين البلدين، سواء على صعيد إعادة الإعمار أو المساعدات الطبية والكهربائية وغيرها من الأمور الأساسية التي تساعد لبنان في ظل الظروف التي يمرّ بها”، مشيراً الى أنّ الشركات الإيرانية الخاصة لديها التوجه نفسه الذي لدى الحكومة في طهران من أجل الانفتاح على التعاون مع لبنان.

وشدد ظريف، في ذكرى حرب يوليو/ تموز 2006، على أنه كما انتصر لبنان على العدو الإسرائيلي، سيخرج منتصراً من هذه الأزمة.

وعلى خط موازٍ، التقى عون وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، التي أكدت أن الرئيس إيمانويل ماكرون، ومنذ اللحظة الأولى على وقوع الانفجار، “سعى إلى إرسال المساعدات إلى لبنان للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني”، مشيرة إلى أن فرنسا تقف اليوم مع لبنان أكثر من أي وقت مضى بعد الكارثة التي حلّت عليه، معلنةً عن وصول حاملة الطائرات الفرنسية اليوم.

ونجم الانفجار، الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب، عن تفجّر كمية كبيرة من “نترات الأمونيوم” كانت مخزنة في عنبر 12 في المرفأ، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 170 شخصاً على الأقل وجرح زهاء 6 آلاف شخص، في وقت لا يزال عدد من الأشخاص مفقودين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى