رواج بيع “نصف وجبة طعام” في مطاعم إيران وسط تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار
بعد إصلاح نظام الدعم في الجمهورية الإسلامية، أصبحت الأسعار في قوائم الوجبات السريعة والمطاعم باهظة الثمن بعد الغلاء الفاحش الذي ضرب الأسواق الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: بعد أن كثر الحديث في الأسابيع الماضية عن انخفاض كبير في عدد زبائن المطاعم والطلبات على الوجبات السريعة في إيران، أظهرت مراجعة لتطبيقات البيع عبر الإنترنت أن سعر شطيرة الفلافل وصل إلى 95 ألف تومان.
وقال موقع خبر آنلاين في تقرير له، إنه بعد إصلاح نظام الدعم في الجمهورية الإسلامية، أصبحت الأسعار في قوائم الوجبات السريعة والمطاعم باهظة الثمن بعد الغلاء الفاحش الذي ضرب الأسواق الإيرانية، بحيث وصل سعر شطيرة الفلافل إلى نحو 40 ألف تومان بعد أن كان لا يتجاوز الـ 20 ألف تومان حتى نهاية العام الماضي، وإلى ما يعادل سعر كيلوين من الدجاج في تطبيقات البيع عبر الإنترنت.
لم يعد الارتفاع المفجع في الأسعار يأذن للعائلة الإيرانية بالاستمتاع في وجبة طعام في أحد المطاعم، وذلك لما تكبد الوجبة لعائلة مكونة من أربعة أفراد من تكاليف والتي في أفضل الحالات ستصل إلى نصف مليون تومان.
وأضفت موجة الغلاء هذه طابعاً معتماً على أصحاب المطاعم والوجبات السريعة، حيث تراجعت مبيعاتهم إلى النصف بحسب مسؤولين نقابيين، علماً أن هذا القطاع عانى ما عاناه من أضرار أثناء تفشي جائحة كورونا.
وأدى تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران إلى انتشار طرق جديدة للبيع بين المطاعم والوجبات السريعة، وكان أبرزها إتاحة الفرص لطلب نصف وجبة أو عدة قطع من البيتزا. فيما حاول بائعون آخرون الحفاظ على زبائنهم من خلال تقليل وزن الطعام وجودته.
وسبق أن ذكر رئيس اتحاد أصحاب المطاعم في طهران، علي أصغر مير ابراهيمي، أن الإيرانيين لم يعد يقبلوا على طعام المطاعم بعد انتشار كورونا، قائلاً: إن ارتفاع أسعار الأطعمة في المطاعم تسبب في انخفاض القوة الشرائية بنسبة 20-30 %.
وأضاف: “ارتفعت قيمة الأغنام بشكل كبير، بحيث وصل كيلوغرامها الواحد ما بين 240 و 250 ألف تومان، في حين أن كل كيلوغرام من فخذ الأغنام غير المنظفة يكلف نحو 460 ألف تومان، وكل كيلوغرام من ضلوع الأغنام يتراوح بين 550 إلى 600 ألف تومان. كما بلغ سعر كيلو الدجاج 90 ألف تومان وفيليه الدجاج 250 ألف تومان”.
كما أشار رئيس جمعية أصحاب المطاعم في طهران إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام الأخرى وقال: “الأرز والزيت على غرار أسعار اللحوم فقد ارتفعت أسعارهما بشكل ملحوظ وبلغ سعر كيلوغرام الأرز 130 ألف تومان. كذلك، وصل سعر كيلو الزعفران الواحد لعتبة الـ 40 مليون تومان، وحتى الأصناف المستخدمة في الطعام أصبحت باهظة الثمن، فمثلاً ندفع 29.5 ألف تومان مقابل كل كيلو طماطم”.
وأردف مير ابراهيمي: “يجب أيضًا إضافة التكاليف العامة والمياه والكهرباء والغاز وأجور العمال والضرائب إلى فاتورة هذه الوجبات”.
ووصل سعر شطيرة الفلافل على تطبيقات البيع عبر الإنترنت إلى 95 ألف تومان (نحو 2$) حتى تاريخ تحرير هذا التقرير، غير أن سعر هذه الشطيرة في مطاعم الوجبات السريعة تراوح بين 35 و 45 ألف تومان حسب عدد أقراص الفلافل والمكونات التي تحتويها.
حتى العام الماضي، كان سعر معظم الأطعمة المطهية في مطاعم إيران أقل من 50 ألف تومان، غير أنه وصل اليوم إلى أكثر من 120 ألف تومان، مما يدل على تراجع جودة معظم هذه الأطعمة. ويعزو أصحاب المطاعم ذلك إلى الزيادة الصادمة ومتعددة الأضعاف في المواد الخام كالأرز والزيت والفاصوليا والدجاج والمشروبات وما إلى ذلك.
وتظهر الدراسات، أن الانخفاض في القوة الشرائية لدى الإيرانيين لم تقتصر على المطاعم فقط، إذ تشهد أيضاً الوجبات السريعة ومحلات العصائر والآيس كريم والمقاهي وما إلى ذلك وضعًا مماثلاً.
وتعليقاً على رواج بيع “نصف وجبة” في المطاعم والوجبات السريعة الإيرانية، قال مسؤولون نقابيون: تحسن الوضع الاقتصادي للوحدات التجارية وخاصة أصحاب المطاعم وخدمات الأطعمة مقارنة مع بداية تفشي كورونا، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية منذ بداية العام الحالي أفسد حلاوة هذا التحسن على العاملين في هذا القطاع والمقبلين على المطاعم.
سعر الدولار في السوق الإيرانية (حدود 50.000 تومان)
إقرأ أكثر
طبق “تشلو كباب” يفقد شعبيته في المطاعم الإيرانية بعد موجة التضخم في الأسعار