آفاق للصلح وطهران مستعدة لتبادل السجناء مع واشنطن

أوضح ربيعي في تصريح صحفي أن الإدارة الأميركية "أبلغت باستعدادنا لمبادلة السجناء ولا حاجة للوساطة"،

ميدل ايست نيوز: علق دبلوماسي إيراني سابق على استعداد بلاده لتبادل السجناء مع أميركا بالقول إنه لا مانع بالنسبة لطهران في إعادة العلاقات مع واشنطن عندما تتخلى الأخيرة عن سياساتها، في حين تتحدث بعض الأوساط عن تقاطع مصالح الجانبين على الساحتين العراقية واللبنانية.

وأمس الأحد، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن بلاده مستعدة لتبادل كافة السجناء الإيرانيين والأميركيين من خلال الحوار وبدون شروط مسبقة، مضيفا أن واشنطن هي من تجنبت الرد علی العرض الإيراني.

وبينما أوضح ربيعي في تصريح صحفي أن الإدارة الأميركية “أبلغت باستعدادنا لمبادلة السجناء ولا حاجة للوساطة”، حمّل واشنطن مسؤولية صحة وسلامة الإيرانيين المعتقلين لديها في ظل تفشي فيروس كورونا.

ويأتي الإعلان عن المبادرة الإيرانية لمبادلة السجناء مع الولايات المتحدة بعد خمسة أيام من تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي وجود قنوات تواصل بين الجانبين لحلحة الاحتكاكات بين قوات البحرية الإيرانية والأميركية في المياه الخليجية.

تجارب سابقة

من جانبه، عزا الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي سبب العرض الإيراني هذه المرة دون شروط مسبقة، إلى نجاح الصفقات السابقة بين طهران ودول غربية -منها الولايات المتحدة وفرنسا- عندما انطلقت دون أي قيد أو شرط.

وقال موسوي في حديثه للجزيرة نت إن طهران حريصة جدا على سلامة مواطنيها وعلمائها وتخشى عليهم بسبب تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، موضحا أنه لمس مؤشرات لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران مؤخرا.

وأشار إلى أن الظروف الراهنة لا تحتمل مزيدا من التصعيد بين إيران وأميركا في ظل تفشي فيروس كورونا، مضيفا أن الإدارة الأميركية بأمسّ الحاجة إلى خفض التوتر مع إيران، لا سيما في ظل استنزاف جائحة كورونا لطاقاتها ومستجدات علاقاتها مع بعض دول الشرق الأوسط مثل السعودية.

تغريدة المرشد

ورأى موسوي أن الأرضية باتت مهيأة لإتمام صفقة جديدة لتبادل السجناء بين بلاده والولايات المتحدة، مؤكدا أنه لا يستبعد أن تكون بعض العواصم الإقليمية -خاصة مسقط والدوحة- قد دخلت على خط الوساطة من جديد لخفض التوتر في المياه الخليجية.

وعن تغريدة المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن صلح الحسن بن علي بن أبي طالب مع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، قال موسوي إن بلاده لا ترفض مبدأ حل الخلافات وخفض التوتر إذا ما توافرت إرادة جادة عند الطرف المقابل، وإنه سبق أن تفاوضت مع المجموعة السداسية بشأن برنامجها النووي، لكن واشنطن هي التي نقضت تعهداتها.

وكان خامنئي قد نشر تغريدة على تويتر قال فيها إنه يعتقد بأن الحسن بن علي أشجع شخصية في تاريخ الإسلام، حيث ضحى بنفسه وبمكانته بين أصحابه المقربين منه في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني السابق أنه لا مانع بالنسبة لبلاده في إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة عندما تتخلى الأخيرة عن “سياساتها العدائية” حيال الشعب الإيراني، مؤكدا أنه لا خط أحمر لدى طهران سوى الكيان الإسرائيلي الذي لا تعترف به أصلا.

وخلص إلى القول إن تغريدة المرشد الإيراني قد تكون تحمل رسائل ودلالات لبعض الأطراف الخارجية، إذ كثيرا ما أعطت طهران فرصا لبعض أعدائها من قبل، وعلى الأطراف المعنية الاستفادة منها قبل فوات الأوان.

تقاطع مصالح

ويرى مراقبون في إيران أن مبادلة العسكري الأميركي السابق مايكل وايت مع الأكاديمي الإيراني سيروس عسكري ستشكل العنوان الأبرز لأي صفقة محتملة لتبادل السجناء مستقبلا بين واشنطن وطهران.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت في ديسمبر/كانون الأول الماضي سراح الدكتور الإيراني المتخصص في الخلايا الجذعية مسعود سليماني المعتقل منذ العام 2018 بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية، مقابل إفراج إيران عن الباحث الأميركي من أصل صيني شيوى وانغ بعدما اعتقلته عام 2017 بتهمة التجسس وحكمت عليه بالسجن 10 سنوات.

أما الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية هادي أفقهي فيقرأ هذا التحول في سياق المبادئ الإنسانية لدى طهران.

وأشار أفقهي في حديثه للجزيرة نت إلى أن وزارة الأمن والحرس الثوري الإيرانييْن اعتقلا جواسيس للجانب الأميركي داخل البلاد، متهما واشنطن باعتقال علماء إيرانيين بذرائع وهمية تمت تبرئة بعضهم في المحاكم الأميركية.

ويرى تقاطعا للمصالح الإيرانية والأميركية على الساحتين العراقية واللبنانية، تجلى في موافقة الجانبين على اختيار رئيسي وزراء البلدين، موضحا أن المبادرة الإيرانية جاءت من موقف قوي لا سيما بعد إطلاقها قمرا عسكريا يرصد جميع الأهداف الأميركية في المنطقة من الفضاء.

يشار إلى أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة تصاعد بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وفرضه عقوبات على العديد من القطاعات الإيرانية ومن يتعاون معها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى