كيف تربعت “المكسرات الإيرانية” على عرش أهم الأسواق في المنطقة؟

تعد المكسرات الإيرانية من أشهر المنتجات الزراعية في إيران، حيث تتميز بجودتها العالية وطعمها اللذيذ. وتشمل الفستق، واللوز، والجوز، والبندق، والكاجو.

ميدل ايست نيوز: تعد المكسرات الإيرانية من أشهر المنتجات الزراعية في إيران، حيث تتميز بجودتها العالية وطعمها اللذيذ. وتشمل الفستق، واللوز، والجوز، والبندق، والكاجو.

ويعود نجاح سوق المكسرات في إيران إلى عدة عوامل، من بينها التضاريس الطبيعية المناسبة لزراعة المكسرات، فضلاً عن توافر الماء الكافي للزراعة. كما تشهد إيران نموًا مستمرًا في قطاع صناعة المكسرات، حيث يتم تصدير نحو 70% من إجمالي الإنتاج.

يعود تاريخ زراعة المكسرات في إيران إلى آلاف السنين، حيث كانت تستخدم في الطبخ والحلويات والأطعمة التقليدية. كما كانت تستخدم أيضًا في الطب التقليدي لعلاج بعض الأمراض.

وتشتهر المكسرات الإيرانية بجودتها العالية نظرًا لظروف طبيعية مثالية لزراعتها. فإيران تحظى بأحوال جوية مثالية لنمو المكسرات، حيث يكون هناك فصول مختلفة مناسبة لزراعة كل نوع من المكسرات.

ولقد ازدهر قطاع صناعة المكسرات في إيران خلال السنوات الأخيرة، حيث يتم تصدير المكسرات الإيرانية إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. وتشكل صادرات المكسرات جزءًا كبيرًا من اقتصاد إيران، حيث توفر فرص عمل للكثير من الأشخاص.

وتستخدم المكسرات الإيرانية في صناعة الحلويات والأطعمة التقليدية، كما يتم استخدامها في صناعة المستحضرات التجميلية والطبية. وتشهد المكسرات الإيرانية اهتمامًا كبيرًا من قبل المستهلكين في جميع أنحاء العالم، نظرًا لجودتها العالية وطعمها الفريد.

وفي عام 2019، بلغ حجم صادرات المكسرات الإيرانية إلى عدة دول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول أوروبية وآسيوية وأفريقية حوالي 1.2 مليون طن، وتمثل هذه الصادرات نحو 15% من صادرات البلاد الزراعية، كما يعتبر سوق المكسرات من أهم الأسواق في المنطقة، حيث يشهد ارتفاعًا مستمرًا في الإنتاج والصادرات.

وتشهد صادرات المكسرات من إيران ازدهارًا خاصة في فترة الأعياد والمناسبات، حيث يزداد الطلب على هذه المنتجات. كما تشهد صادرات المكسرات ازدهارًا خلال فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير.

قزوين وكرمان وزابل وكاشان ودماوند وسمنان وخوي، من بين المدن الشهيرة المنتجة للمكسرات الإيرانية، والتي تشتهر بإنتاج الفستق واللوز والبستاني.

الفستق الحلبي في صدارة المكسرات

وأفادت إحصائيات الجمارك الإيرانية لآخر 12 شهر الماضية، أنه تم تصدير أكثر من 56 ألفًا و298 طن من الفستق ولب الفستق إلى 57 دولة مختلفة بقيمة 11 تريليون و547 مليار تومان، أي ما يعادل 405 ملايين و44 ألف دولار. وبالطبع تظهر هذه الإحصائية انخفاضاً بنسبة 58.40٪ من حيث الوزن، وانخفاض بنسبة 44.98٪ من حيث الريال، وانخفاض بنسبة 55.70٪ من حيث القيمة الدولارية لصادرات الفستق في عام 2021.

وكانت الأردن، أرمينيا، أوزبكستان، إسبانيا، أستراليا، سلوفاكيا، أفغانستان، ألبانيا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، إنجلترا، أوكرانيا، إيطاليا، البحرين، البرازيل، بيلاروسيا، بلجيكا، باكستان، طاجيكستان، تايلاند، تايوان، تركمانستان، تركيا، جمهورية أذربيجان، الجمهورية التشيكية، جمهورية مولدوفا، جمهورية مقدونيا، الصين، اليابان، سنغافورة، سوريا، سويسرا، السويد، صربيا والجبل الأسود، العراق، عمان، الاتحاد الروسي، فرنسا، الفلبين، قيرغيزستان، كازاخستان، قطر، كندا، كوريا الجنوبية، كينيا، الكويت، جورجيا، لبنان، بولندا، ليبيا، ماليزيا، المكسيك، موريشيوس، نيوزيلندا، هولندا، الهند وهونج كونج من بين زبائن الفستق الإيراني خلال الاثني عشر شهرًا الماضية.

تحديات وعوائق

يواجه سوق المكسرات الإيرانية العديد من التحديات، من بينها التحديات التقنية، حيث لا تزال صناعة المكسرات في إيران تستخدم التقنيات التقليدية في جميع مراحل الإنتاج، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وضعف جودة المنتج.

من ناحية أخرى، جاءت التحديات البيئية لتزيد العقبات أمام هذه الصناعة، حيث يوجد نقص في الماء في إيران، مما يؤثر على جودة المحصول، ويضر بالفلاحين والمصنعين. وفي وقت سابق، قال محافظ مدينة رفسنجان الإيرانية، إن الطقس البارد تسبب في تلف 12 ألف هكتار من بساتين الفستق في هذه المحافظة.

أما تسويق هذا المنتج فإيران تعاني من ضعف في هذا المجال، حيث لا يزال سوق المكسرات في البلاد غير متطور بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى صعوبة في ترويج هذه المنتجات في الأسواق العالمية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المكسرات الإيرانية تواجه تحديات كبيرة في الأسواق العالمية، حيث تفرض عليها العديد من الدول قيودًا تجارية وعقوبات اقتصادية بسبب سياسة إيران التي تتعارض مع مصالح هذه الدول.

وفي عام 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، والتي شملت قطاع المكسرات. وهذا أثر بشكل كبير على صادرات المكسرات من إيران، حيث انخفض حجم التصدير بشكل كبير.

ومن جانبها، تحاول إيران التغلب على هذه التحديات من خلال زيادة جودة المنتج وخفض تكلفة الإنتاج، وزيادة الترويج للمنتج في الأسواق العالمية. كما أنه يجري حاليًا التفاوض مع بعض الدول لزيادة حصة صادرات المكسرات الإيرانية في هذه الأسواق.

وفي خضم التحديات التي تشهدها صادرات إيران، يعتبر سوق المكسرات من أبرز المجالات التي تستطيع أن تساهم في دعم الإقتصاد الإيراني. وبفضل جودة منتجاتها وإمكانية التصدير إلى عدة دول في جميع أنحاء العالم، يظل سوق المكسرات في إيران مستقلاً وقويًا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى